الشَّرح المكتوب لدرس أحكام المبتدأ والخبر

يسري سلال 08 أكتوبر 2018 | 8:27 م 9670 مشاهدة

شرح درس

(أحكام المبتدأ والخبر )

 

1- المبتدأ:

وهو اسم مفرد حكمه الرفع لفظًا:

محمدٌ كريمٌ.

مبتدأ مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة على آخره.

وقد يكون المبتدأ مصدرًا مؤوَّلا:

– “وأنْ تصوموا خيرٌ لكم “.

مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ.

 

2- الخبر:

وهو ما يتمم مع المبتدأ معنى مفيدًا، سواء أكان اسمًا مفردًا، أم ما يسد مكانه، أم جملة، أم شبه جملة. وحكمه أيضًا الرفع لفظًا أو تقديرًا.

الأمثلة: 

أ – المؤمن كريمٌ. الخبر في الجملة مرفوع، ونوعه (اسم مفرد ).

ب – الملكُ أنْ تعدلَ بين الرعية. الخبر مصدر مؤول في محل رفع.

ج – الحقُ يعلو. يعلو: الخبر جملة فعلية في محل رفع.

د – الحديقةُ أشجارها مثمرةٌ. الخبر جملة اسمية في محل رفع.

هـ – العصفورُ فوقَ الشجرةِ. شبه الجملة (ظرف ) في محل رفع خبر.

– العصفورُ في القفصِ. شبه الجملة (الجار والمجرور ) في محل رفع خبر.

 

أنواع الخبر: مفرد – جملة – شبه جملة.

 

ملاحظات:

1 – المبتدأ يُسنَد إليه الخبر. أي أنَّ المبتدأ مسند إليه، والخبر مسند.

2 – المبتدأ: هو المخبر عنه.

 

أحكام المبتدأ والخبر:

أولًا: جواز حذف أحدهما لوجود قرينة تدل على المحذوف.

مثل:

– مَن أبوك ؟ تقول: (محمد ) –  والتقدير: محمد أبي.

 محمد: مبتدأ، والخبر محذوف جوازًا كلمة (ابوك ).

السبب: وجود قرينة تدل على الخبر المحذوف، وهي كلمة (أبوك ) الموجودة في السؤال، ولا يلزم إعادتها في الجواب للاختصار.

 – ما هذا ؟ تقول مثلا: (كتاب ) –  والتقدير: هذا كتاب.

حذف المبتدأ (هذا ) جوازًا؛ لوجود القرينة التي تدل عليه كلمة (هذا ) موجودة في السؤال.

 

ثانيًا: تقدم المبتدأ على الخبر وجوبًا. السبب ما يأتي:

1- إذا تساويا في التعريف أو التنكير.

مثل:

دواء الدهر الصبرُ عليه.

 

2- إذا كان المبتدأ من الألفاظ التي لها حق الصدارة، مثل:

أ – أسماء الاستفهام.

مثل: منْ أبوك؟ – منْ طبيبك؟ – ما اسمُك؟ – ما في نيتك؟ 

كلُّها أسماء استفهام مبنية في محل رفع مبتدأ وما بعده خبر  

ب – أسماء الشرط.

مثل:

منْ يزرعْ يحصدْ.

ج – (ما ) التعجبية:

مثل:

ما أجملَ الربيعَ.

ما: اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

أجملَ: فعل التعجب فعل ماضي مبني على الفتح (فعل جامد ) لا يأتي منه مضارع، ولا أمر، ولا مصدر.

والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره هو.

الربيعَ: مفعول به منصوب لفعل التعجب.

والجملة الفعلية في محل رفع خبر.     

د – الاسم المبدوء بلام الابتداء:

مثل:

لمحمدٌ رسولٌ كريمٌ.

اللام لام الابتداء تفيد التوكيد.

محمد: مبتدأ مقدم وجوبا.  

 

3- المبتدأ محصور في الخبر. الذي يتقدم يكون محصورًا في الآخر.

 

– أدوات الحصر:

أ – (إلّا ) المسبوقة بنفي أو شبهه كالاستفهام – إنْ ولو بمعنى (ما ).

مثل:

ما الحياةُ إلا كفاحٌ – هل الحياة إلا كفاح – إن الحياةُ إلا كفاحٌ – “لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا “.

ب – إنّما:

مثل:

إنما الحياة كفاح.    

 

4- إذا كان الخبر جملة فعلية، وفاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ

مثل:

الحقُ يعلو.

الخبر (يعلو ) جملة فعلية، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على المبتدأ (الحق ).

 

ثالثًا: تقدم الخبر على المبتدأ وجوبًا. وذلك في الحالات التَّالية:

1- الخبر له حق الصدارة.أي يأتي في أول الجملة:

مثل أدوات الاستفهام: متى الخلاصُ؟ أين مكانك؟

2- الخبر محصور في المبتدأ. (والذي يتقدم محصور في الآخر ):

ما فارسٌ إلا عنترةُ،أو: إنما فارس عنترة.

فارس: خبر مقدم وجوبًا.

ما كريمٌ إلا مَنْ جاد بنفسه، أو: إنما كريم من جاد بنفسه.

كريم: خبر مقدم وجوبًا. 

3- المبتدأ فيه ضمير يعود على الخبر أو بعض منه:

مثل:

– للمرأةِ دورها في المجتمع.

للمرأة: شبه جملة جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم وجوبا.                                                                                       

– مِن حسنِ إسلام المرءِ تركُه ما لا يعنيه.

4- الخبر شبه جملة، والمبتدأ نكرة تامة، أي نكرة غير موصوفة ولا مضافة:

قربَ المدرسة  مسجدٌ: شبه جملة (ظرف مكان منصوب ) في محل رفع خبر مقدم وجوبًا.

 

فائدة:

إذا كان الخبر شبه جملة، والمبتدأ نكرة ناقصة، أي موصوفة أو مضافة، يكون تقديم الخبر على المبتدأ جائزًا:

مثل:

–  قربَ المدرسةِ  مسجد جديد.

 

رابعًا: حذف المبتدأ وجوبًا، وذلك في الحالات التَّالية:

1- خبر المبتدأ مصدر سد مسد فعله وأغنى عنه:

مثل:

“فصبرٌ جميلٌ “. – حجٌ مبرور – سمعٌ وطاعةٌ.

والتقدير: صبري صبر جميل –  حجك حجٌ مبرور – سعيك سعي مشكور – ذنبك ذنب مغفور- أمري سمع وطاعة. 

 

2- الخبر شبه جملة، والكلام بعده يدل على القسم:

مثل:

في ذمتي لأدافعَنّ عن الوطن.     

في ذمتي: شبه جملة (جار ومجرور ) في محل رفع خبر مقدم، والمبتدأ محذوف وجوبًا.

والتقدير: في ذمتي قسم أو يمين.

والذي دل على القسم: جواب القسم (لأدافعن ّ )، اللام، ونون التوكيد الثقيلة (المشددة )         

لأدافعَنّ: اللام: حرف واقع في جواب القسم يفيد التوكيد.

أدافعنّ: فعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله مباشرة بنون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا )، وجملة القسم وجوابه لا محل لهما من الإعراب. 

 

3- المخصوص بالمدح أو الذم، إذا كان بعد (نعم ) و (بئس ).

مثل:

نعم صفةً الفضيلةُ.   

نعم: فعل ماض جامد مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.

صفةً: تمييز للضمير المستتر منصوب، وعلامة النَّصب الفتحة الظاهرة.

الفضيلة: خبر مرفوع بالضمة، والمبتدأ محذوف وجوبًا تقديره: الممدوح، أو هي الفضيلة.

 

فائدة:

الاسم الواقع بعد (نعم ) و (بئس ) مباشرة إذا كان معرفًا بـ (أل )،أو مضافًا فهو فاعل، وإذا كان الاسم الواقع بعدهما نكرة يُعرب تمييزًا، والفاعل ضمير مستتر.

 

خامسًا: حذف الخبر وجوبًا، وذلك في الحالات التَّالية:

1- إذا وقع المبتدأ بعد (لولا ) – و (لو ما ):

مثل:

 لولا الدراسةُ ما نجحت.

الدراسةُ: مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبًا.

 

2- المبتدأ نص صريح في القسم:

مثل: لعمرك – لعمرو الله  – ايم الله – ايمنُ الله.

مثل:

ايم الله لأدافعنّ عن الحق. 

ايمُ: مبتدأ مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة، وهو مضاف.

ولفظ الجلالة (الله ) مضاف إليه مجرور.

والخبر محذوف وجوبًا تقديره قسم أو يمين.

 

3- العطف على المبتدأ بالواو التي تدل على المشاركة:

كلُ جنديٍّ وسلاحُه

كل: مبتدأ مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة، وهو مضاف.

جنديّ: مضاف إليه مجرور.

وسلاحه: الواو حرف عطف يدل على المشاركة.

سلاحُ: اسم معطوف مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. 

 والخبر محذوف وجوبًا.

 

فائدة:

– ألفاظ القسم الصريح هي التي تستعمل في القسم فقط؛ فعندما تقول: لعمر الله، أو لعمرك، نفهم أنه قسم.

– ألفاظ القسم غير الصريح تستعمل في القسم وغير القسم مثل: في ذمتي – في عنقي – عهد الله.

فعندما تقول: في ذمتي وتسكت، فإنَّها لا تدل على القسم. أو تقول: في ذمتي دين لك. لا تدل على القسم.

أو تقول: عهد الله متين –  أوفوا بعهد الله –  كلها لا تدل على القسم. 

أمَّا إذا قلت: في ذمتي أو في عنقي لأجتهدنّ هذا العام. فإنَّها تدل على القسم والسَّبب الذي جعل الكلام مشعرًا بالقسم هو جواب القسم (لأجتهدنّ.. )، ومثله:عهدُ اللهِ لأتصدفَنّ على الفقراء.