الشَّرح المكتوب لدرس أحكام المبتدأ والخبر
شرح درس
(أحكام المبتدأ والخبر )
1- المبتدأ:
وهو اسم مفرد حكمه الرفع لفظًا:
محمدٌ كريمٌ.
مبتدأ مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة على آخره.
وقد يكون المبتدأ مصدرًا مؤوَّلا:
– “وأنْ تصوموا خيرٌ لكم “.
مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ.
2- الخبر:
وهو ما يتمم مع المبتدأ معنى مفيدًا، سواء أكان اسمًا مفردًا، أم ما يسد مكانه، أم جملة، أم شبه جملة. وحكمه أيضًا الرفع لفظًا أو تقديرًا.
الأمثلة:
أ – المؤمن كريمٌ. الخبر في الجملة مرفوع، ونوعه (اسم مفرد ).
ب – الملكُ أنْ تعدلَ بين الرعية. الخبر مصدر مؤول في محل رفع.
ج – الحقُ يعلو. يعلو: الخبر جملة فعلية في محل رفع.
د – الحديقةُ أشجارها مثمرةٌ. الخبر جملة اسمية في محل رفع.
هـ – العصفورُ فوقَ الشجرةِ. شبه الجملة (ظرف ) في محل رفع خبر.
– العصفورُ في القفصِ. شبه الجملة (الجار والمجرور ) في محل رفع خبر.
أنواع الخبر: مفرد – جملة – شبه جملة.
ملاحظات:
1 – المبتدأ يُسنَد إليه الخبر. أي أنَّ المبتدأ مسند إليه، والخبر مسند.
2 – المبتدأ: هو المخبر عنه.
أحكام المبتدأ والخبر:
أولًا: جواز حذف أحدهما لوجود قرينة تدل على المحذوف.
مثل:
– مَن أبوك ؟ تقول: (محمد ) – والتقدير: محمد أبي.
محمد: مبتدأ، والخبر محذوف جوازًا كلمة (ابوك ).
السبب: وجود قرينة تدل على الخبر المحذوف، وهي كلمة (أبوك ) الموجودة في السؤال، ولا يلزم إعادتها في الجواب للاختصار.
– ما هذا ؟ تقول مثلا: (كتاب ) – والتقدير: هذا كتاب.
حذف المبتدأ (هذا ) جوازًا؛ لوجود القرينة التي تدل عليه كلمة (هذا ) موجودة في السؤال.
ثانيًا: تقدم المبتدأ على الخبر وجوبًا. السبب ما يأتي:
1- إذا تساويا في التعريف أو التنكير.
مثل:
دواء الدهر الصبرُ عليه.
2- إذا كان المبتدأ من الألفاظ التي لها حق الصدارة، مثل:
أ – أسماء الاستفهام.
مثل: منْ أبوك؟ – منْ طبيبك؟ – ما اسمُك؟ – ما في نيتك؟
كلُّها أسماء استفهام مبنية في محل رفع مبتدأ وما بعده خبر
ب – أسماء الشرط.
مثل:
منْ يزرعْ يحصدْ.
ج – (ما ) التعجبية:
مثل:
ما أجملَ الربيعَ.
ما: اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
أجملَ: فعل التعجب فعل ماضي مبني على الفتح (فعل جامد ) لا يأتي منه مضارع، ولا أمر، ولا مصدر.
والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره هو.
الربيعَ: مفعول به منصوب لفعل التعجب.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
د – الاسم المبدوء بلام الابتداء:
مثل:
لمحمدٌ رسولٌ كريمٌ.
اللام لام الابتداء تفيد التوكيد.
محمد: مبتدأ مقدم وجوبا.
3- المبتدأ محصور في الخبر. الذي يتقدم يكون محصورًا في الآخر.
– أدوات الحصر:
أ – (إلّا ) المسبوقة بنفي أو شبهه كالاستفهام – إنْ ولو بمعنى (ما ).
مثل:
ما الحياةُ إلا كفاحٌ – هل الحياة إلا كفاح – إن الحياةُ إلا كفاحٌ – “لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا “.
ب – إنّما:
مثل:
إنما الحياة كفاح.
4- إذا كان الخبر جملة فعلية، وفاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ
مثل:
الحقُ يعلو.
الخبر (يعلو ) جملة فعلية، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على المبتدأ (الحق ).
ثالثًا: تقدم الخبر على المبتدأ وجوبًا. وذلك في الحالات التَّالية:
1- الخبر له حق الصدارة.أي يأتي في أول الجملة:
مثل أدوات الاستفهام: متى الخلاصُ؟ أين مكانك؟
2- الخبر محصور في المبتدأ. (والذي يتقدم محصور في الآخر ):
ما فارسٌ إلا عنترةُ،أو: إنما فارس عنترة.
فارس: خبر مقدم وجوبًا.
ما كريمٌ إلا مَنْ جاد بنفسه، أو: إنما كريم من جاد بنفسه.
كريم: خبر مقدم وجوبًا.
3- المبتدأ فيه ضمير يعود على الخبر أو بعض منه:
مثل:
– للمرأةِ دورها في المجتمع.
للمرأة: شبه جملة جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم وجوبا.
– مِن حسنِ إسلام المرءِ تركُه ما لا يعنيه.
4- الخبر شبه جملة، والمبتدأ نكرة تامة، أي نكرة غير موصوفة ولا مضافة:
قربَ المدرسة مسجدٌ: شبه جملة (ظرف مكان منصوب ) في محل رفع خبر مقدم وجوبًا.
فائدة:
إذا كان الخبر شبه جملة، والمبتدأ نكرة ناقصة، أي موصوفة أو مضافة، يكون تقديم الخبر على المبتدأ جائزًا:
مثل:
– قربَ المدرسةِ مسجد جديد.
رابعًا: حذف المبتدأ وجوبًا، وذلك في الحالات التَّالية:
1- خبر المبتدأ مصدر سد مسد فعله وأغنى عنه:
مثل:
“فصبرٌ جميلٌ “. – حجٌ مبرور – سمعٌ وطاعةٌ.
والتقدير: صبري صبر جميل – حجك حجٌ مبرور – سعيك سعي مشكور – ذنبك ذنب مغفور- أمري سمع وطاعة.
2- الخبر شبه جملة، والكلام بعده يدل على القسم:
مثل:
في ذمتي لأدافعَنّ عن الوطن.
في ذمتي: شبه جملة (جار ومجرور ) في محل رفع خبر مقدم، والمبتدأ محذوف وجوبًا.
والتقدير: في ذمتي قسم أو يمين.
والذي دل على القسم: جواب القسم (لأدافعن ّ )، اللام، ونون التوكيد الثقيلة (المشددة )
لأدافعَنّ: اللام: حرف واقع في جواب القسم يفيد التوكيد.
أدافعنّ: فعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله مباشرة بنون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا )، وجملة القسم وجوابه لا محل لهما من الإعراب.
3- المخصوص بالمدح أو الذم، إذا كان بعد (نعم ) و (بئس ).
مثل:
نعم صفةً الفضيلةُ.
نعم: فعل ماض جامد مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
صفةً: تمييز للضمير المستتر منصوب، وعلامة النَّصب الفتحة الظاهرة.
الفضيلة: خبر مرفوع بالضمة، والمبتدأ محذوف وجوبًا تقديره: الممدوح، أو هي الفضيلة.
فائدة:
الاسم الواقع بعد (نعم ) و (بئس ) مباشرة إذا كان معرفًا بـ (أل )،أو مضافًا فهو فاعل، وإذا كان الاسم الواقع بعدهما نكرة يُعرب تمييزًا، والفاعل ضمير مستتر.
خامسًا: حذف الخبر وجوبًا، وذلك في الحالات التَّالية:
1- إذا وقع المبتدأ بعد (لولا ) – و (لو ما ):
مثل:
لولا الدراسةُ ما نجحت.
الدراسةُ: مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبًا.
2- المبتدأ نص صريح في القسم:
مثل: لعمرك – لعمرو الله – ايم الله – ايمنُ الله.
مثل:
ايم الله لأدافعنّ عن الحق.
ايمُ: مبتدأ مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة، وهو مضاف.
ولفظ الجلالة (الله ) مضاف إليه مجرور.
والخبر محذوف وجوبًا تقديره قسم أو يمين.
3- العطف على المبتدأ بالواو التي تدل على المشاركة:
كلُ جنديٍّ وسلاحُه
كل: مبتدأ مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة، وهو مضاف.
جنديّ: مضاف إليه مجرور.
وسلاحه: الواو حرف عطف يدل على المشاركة.
سلاحُ: اسم معطوف مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
والخبر محذوف وجوبًا.
فائدة:
– ألفاظ القسم الصريح هي التي تستعمل في القسم فقط؛ فعندما تقول: لعمر الله، أو لعمرك، نفهم أنه قسم.
– ألفاظ القسم غير الصريح تستعمل في القسم وغير القسم مثل: في ذمتي – في عنقي – عهد الله.
فعندما تقول: في ذمتي وتسكت، فإنَّها لا تدل على القسم. أو تقول: في ذمتي دين لك. لا تدل على القسم.
أو تقول: عهد الله متين – أوفوا بعهد الله – كلها لا تدل على القسم.
أمَّا إذا قلت: في ذمتي أو في عنقي لأجتهدنّ هذا العام. فإنَّها تدل على القسم والسَّبب الذي جعل الكلام مشعرًا بالقسم هو جواب القسم (لأجتهدنّ.. )، ومثله:عهدُ اللهِ لأتصدفَنّ على الفقراء.