الشَّرح المكتوب لدرس أسلوبا المدح والذَّمِّ

يسري سلال 08 أكتوبر 2018 | 9:41 ص 7651 مشاهدة

شرح درس

(أسلوبا المدح والذَّمِّ )

 

ما هو أسلوب المدح والذم؟

تأمل الجمل الآتية:

– نِعْمَ رجلُ الفتوحاتِ خالدٌ.

– نعمَ هاديا العقلُ، وبئسَ مشيرا الهوى.

– نعمَ الصديقُ المخلصُ.

– بئس الخلُقُ الكذبُ.

 

    يحتاج المتكلم في مواقف معينة إلى أن يمدح شيئا إعجابا به، أو يذمه استهجانا وتحقيرا له. وبتأمل الجمل التي أوردناها، وجدنا أن المتكلم لما أراد أن يعبر عن معنى المدح أو الذم، استعمل لذلك أسلوبا خاصا، يسمى: أسلوب المدح والذم.

 

أركان أسلوب المدح:

إذا تدبرت هذا الأسلوب، وجدته يقوم على ثلاثة عناصر أساسية، هي:

1 – الفعل: وهو فعل المدح ( نِعم ) أو (حبَّذا )، أو فعل الذم ( بئس ) أو (لا حبَّذا )، وتبتدئ به الجملة.

2 – الفاعل: ويلي فعل المدح أو الذم (رجل – هاديا – مشيرا – الصديق – الخلق ).

3 – المخصوص: وهو المخصوص بالمدح (خالد – العقل – المخلص )، أو المخصوص بالذم (الهوى – الكذب ).

 

تعريف أسلوب المدح والذم:

    هو أسلوب يستعمل للتعبير عن الإعجاب بالشيء وتقديره، أو ذمه واحتقاره. ويتكون من ثلاثة عناصر: فعل المدح أو الذم، وفاعله، والمخصوص بالمدح أو الذم.

 

أمثلة على أسلوب المدح والذم:

– نعم ما تسعى إليه الكسبُ الحلالُ.

– بئس جليس السوء النمام.

– نعم ما يقول الحكيم المجرب.

– بئس ما يقول الغر الأحمق.

– نعم العادة العمل.

– بئس الرجل الخائن.

 

أفعال المدح والذم:

هناك أفعال خاصة بالمدح والذم وهما الفعلان:

1 – نِعْمَ: فعل ماض جامد لإنشاء المدح.

2 – بِئْسَ: فعل ماض جامد لإنشاء الذم.

ولا بد لكل منهما من فاعل، ومخصوص بالمدح أو الذم.

فعل ماض جامد: أي لا يأتي منه المضارع ولا الأمر.

 

أنواع فاعل (نعم ) و (بئس ):

يكون فاعل نعم وبئس:

1 – معرفا بـ (أل )، مثل:

– نعم الأستاذُ الحليمُ.

– بئس الغنيُّ البخيلُ.

 

2 – مضافا إلى المعرف بـ (أل )، مثل:

– نعم طالبُ العلمِ النجيبُ.

– بئس صاحبُ المالِ المتكبرُ.

 

3 – ضميرا مستترا وجوبا مفسرا بنكرة منصوبة على أنها تمييز، مثل:

– نعم تلميذا المجتهدُ.

ففاعل نعم هو الضمير المستتر وجوبا تقديره ( هو ).

 

4 – (مَن )، أو (ما ) الموصولتان، مثل:

– بئس ما يفعلُ الأعداءُ.

ما: نكرة تامة بمعنى شيء في محل نصب على أنها تمييز.

 

إعراب المخصوص بالمدح والذم:

المخصوص بالمدح أو الذم مرفوع أبدا على أنه مبتدأ خبره الجملة التي قبله، مثل:

– نعمَ العملُ الإجتهادُ.

 

    وتجدر الإشارة إلى أن حذف المخصوص بالمدح أو الذم وارد في الاستعمال بكثرة، إذا تقدم ما يشير إليه في الكلام. كقولك مثلا متحدثا عن صلاح الدين الأيوبي: إنه قائد مسلم محنك، انتصر في عدة معارك… 

ثم تردف معلقا مادحا: نعم القائدُ، ويكون التقدير: نعم القائد صلاح الدين.

 

أسلوبا المدح والذم مع (حبذا )، و (لا حبذا ):

هناك أفعال أخرى تأتي في المدح والذم أهمها:

– حبذا: تستعمل لأداء معنى المدح مثل (نعم ).

– لا حبذا: تستعمل لأداء معنى الذم مثل (بئس ).

    وهما بدورهما فعلان جامدان لا يتصل بهما ضمير ولا علامة تأنيث، و (ذا ) فيهما اسم إشارة هو الفاعل، وما يذكر بعدها هو المخصوص بالمدح أو الذم.

 

أمثلة على حبذا ولا حبذا:

– حبذا الصديقُ مخلصا.

– لا حبذا الكسلُ.

– حبذا القناعةُ مع الجد.

– لا حبذا جلساءُ السوء.

– حبذا رجلا خالدٌ.

 

نماذج إعراب أسلوب المدح والذم:

– نعمَ الإمامُ عليٌّ.

نعم: فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح.

الإمام: فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره.

علي: المخصوص بالمدح، مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة الرفع الضمة، والجملة الفعلية من (نعم ) وفاعلها في محل رفع خبر مقدم.

 

– بئس خلقا النميمةُ.

بئس: فعل ماض جامد لإنشاء الذم مبني على الفتحة الظاهرة في آخره، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره (هو ).

خلقا: تمييز منصوب، وعلامة النصب الفتحة الظاهرة في آخره.

النميمة: مخصوص بالذم، مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة الرفع الضمة، والجملة الفعلية من (بئس ) وفاعلها في محل رفع خبر مقدم.

 

– حبذا الشجاعةُ.

حب: فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح.

ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل. وجملة (حبذا ) في محل رفع خبر مقدم.

الشجاعة: مخصوص بالمدح، مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره.

 

أمثلة على أسلوب المدح والذم من القرآن الكريم:

قال تعالى:

– “لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ ” (المائدة 80 ).

– “فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ” (الحج 78 ).

– “بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ” (الكهف 50 ).

– “إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ” (ص 44 ).

– “وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ” (الكهف 29 ).

 

ملاحظات:

1 – أنّ [نعم، و بئس] فعلان جامدان ليس لهما مضارع ولا أمر، ولا يُشتق منهما.

إعراب نعم : فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح؛ لإنشاء المدح.

إعراب بئس: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح؛ لإنشاء الذم.

 

2 – المخصوص بالمدح أو بالذم:

    يعرب مبتدأ مؤخراً، والجملة الفعلية قبله المكونة من الفعل الجامد قبله (نعم ) أو (بئس ) والفاعل عبارة عن (جملة فعلية ) في محل رفع خبر مقدم، أو يعرب المخصوص خبرًا مرفوعًا لمبتدأ محذوف وجوبًا.

 

3- يجوز في المخصوص بالمدح أو بالذم أن يتقدم على [نعم، و بئس ] فنقول:

    – الصدق نعم الخلق.         أو نعم الخلق الصدق.

    – الكذب بئس صفةً.         أو بئس صفةً الكذب.

 

4- إذا كان المخصوص بالمدح أو بالذم مفهوما من الكلام فإنه قد يحذف.

مثل: نعم عاقبة المتقين، أي (الجنة ).

مثل: بئس دار الكافرين، أي (النار ).

 

5- إذا جاء بعد (نعم ) أو (بئس ) كلمة نكرة منصوبة فإنها تعرب (تمييزًا ).

مثل: نعم عملا الإخلاص.

عملا: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة.

 

6  –  يجوز أن تلحق [تاء التأنيث ] الفعلين [نعم – بئس ] إذا كان فاعلهما مؤنثًا.

مثل: نعم (نعمت ) الصفة الوفاء     بئس [بئست ] الصفة الغدر.

 

7  –  من أفعال الذم التي مثل (بئس ) الفعل (ساء ):

مثل: سَاءَ الرجل المنافق.          ساء رجلا المنافق.