الشَّرح المكتوب لدرس اسم التَّفضيل

يسري سلال 08 أكتوبر 2018 | 9:52 ص 5087 مشاهدة

شرح درس

(اسم التَّفضيل )

 

تعريف اسم التفضيل:

تأمل الجمل الآتية:

– الفهد أسرعُ من الأسدِ.

– الفيل أضخمُ من الجمل.

– كمال أطيبُ من سعيد.

 

    إذا تأملت الكلمات التي تحتها خط (أسرع، أضخم، أطيب )، وجدتها أسماء دلت على أن شيئين اشتركا في صفة معينة، ولكن أحدهما زاد على الآخر فيها، فالفهد يشاركه الأسد في السرعة، لكن الفهد يزيد في هذه الصفة على الأسد.

 

    وكذلك يقال في الكلمتين (أضخم، وأطيب )، وتسمى هذه الكلمات: اسم تفضيل، ويسمى ما قبله مفضّلا، وما بعده: مفضلا عليه.

 

اسم التفضيل: هو اسم يدل على أن شيئين اشتركا في أمر واحد، إلا أن أحدهما زاد على الآخر في هذا الأمر، ويكون على وزن (أفعل ).

 

أمثلة على اسم التفضيل:

– العلمُ أنفعُ من المال.

– الشمسُ أكبرُ من الأرض.

– السكوت أفضل من الكلام.

– شاهدت امرأة أجمل من القمر.

 

شروط صياغة اسم التفضيل:

يصاغ اسم التفضيل من الفعل المتوفر فيه الشروط التالية:

 

1 – أن يكون الفعل ثلاثيا، ولا يصاغ من الفعل الرباعي والخماسي، مثل:

كرم: أكرم.

 

2 – أن يكون الفعل مبنيا للمعلوم، ولا يصاغ من الفعل المبني للمجهول، مثل:

 

3 – أن يكون الفعل تاما، ولا يصاغ من الأفعال الناقصة (كان وأخواتها ).

 

4 – أن يكون الفعل متصرفا، ولا يصاغ من الفعل الجامد، مثل:

ليس: لا يصاغ منه اسم التفضيل؛ لأنه فعل جامد يلازم صيغة الماضي فقط.

 

5 – أن يكون الفعل مثبتا، ولا يصاغ من الفعل المنفي، مثل:

ما فضُل: فعل منفي، لا يصاغ منه.

 

6 – ليست الصفة منه على وزن (أفعل ) الذي مؤنَّثه على وزن (فعلاء )، مثل:

أحمر، أزرق، أخضر: لا يصاغ من هذه الصفات اسم التفضيل.

 

7 – أن يكون الفعل قابلا للتفاوت والتفاضل، مثل:

مات: غير قابل للتفاوت، فلا نستطيع أن نقول فلان أموَتُ من فلان، فالموت لا تفاضل فيه ولا تفاوت.

 

سؤال:

كيف يصاغ اسم التفضيل إن لم يستوف الفعل الشروط السابقة؟

    إذا لم يستوف الفعل الشروط السابقة، فيصاغ منه اسم التفضيل بالمصدر المنصوب بعد اسم تفضيلٍ مساعدٍ كالأسماء التالية: أشد، أكثر، أكبر…الخ وتعرب هذه المصادر تمييزا منصوبا، مثل:

– عليٌّ أكثر تسامحا من أخيه.

– رشيد أشد تحملا للمصاعب من هشام.

 

اسم التَّفضيل غير القياسيِّ:

    وردت ثلاث كلمات في اللغة العربية بدون الهمزة وتفيد التفضيل، وهي: خير – شرّ – حبّ، إذ تفيد ما يفيده: أخير – أشد – أحب، مثل:

– قوله تعالى على لسان إبليس متفضلا على آدم: “أنا خير منه ” (الأعراف 12 ).

– شر الناس أكثرهم إساءة لغيرهم.

 

ملاحظات:

1 – يجوز – لنا – أن نأتي باسم التفضيل المساعد للفعل المطابق للشروط مثلما أتينا به للفعل غير المطابق للشروط، فنقول: محمد أكرم من طارق. أو نقول: محمد أشد كرمًا من طارق.

 

2 – مؤنث (أَفْعَل) هو (فُعْلى )، والمؤنَّث منه اسم تفضيلٍ أيضًا، مثل: أَفْضَل: فُضْلى – أكْبَر: كبْرى – أصغر: صغرى.

 

 

 

 

 

 

 

3 – جمع (أَفْعَل ) هو (أَفَاعِل )، وهو اسم تفضيلٍ أيضًا، مثل: أكْبَر: أكابر – أعظم: أعاظم، بينما جمع (فُعْلى) هو (فُعْليات ) مثل: فُضْلى: فُضْليات – كبرى: كبريات.

 

 4 – قد يُحذف حرف الجر (من ) والمفضل عليه, إن وجد دليل يدل عليهما, مثل قوله تعالى: “والآخرة خيرٌ وأبقى “، أي والآخرة خير من الحياة الدنيا, وأبقى منها.

 

نماذج إعراب اسم التفضيل:

– إنّ أصدقَ الحديث كتابُ الله.

إن: حرف توكيد ونصب.

أصدق: اسم إن منصوب، وعلامة النصب الفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف.

الحديث: مضاف إليه مجرور، وعلامة الجر الكسرة الظاهرة في آخره.

كتاب: خبر (إن ) مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره، وهو مضاف.

الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور، وعلامة الجر الكسرة الظاهرة في آخره.

 

– عليٌّ أفصحُ لهجةً.

علي: مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره.

أفصح: خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

لهجة: تمييز منصوب، وعلامة النصب الفتحة الظاهرة في آخره.

 

– خيرُ الناس أنفَعُهُم للناسِ.

خير: مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره مضاف، وهو اسم تفضيل غير قياس؛ إذ الأصل فيه: أخير.

الناس: مضاف إليه مجرور، وعلامة الجر الكسرة الظاهرة في آخره.

أنفعهم: خبر مرفوع، وهو اسم تفضيل مضاف إلى معرفة (هم ) وهو ضمير منفصل مبني في محل جر مضاف إليه.

للناس: جار ومجرور متعلق بـ (أنفع ).

 

– قال تعالى: “قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ” (يوسف 33 ).

قال: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

رب: منادى بأداة نداء محذوفة تقديرها: يا رب، وهو مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدرة على آخره.

السجن: مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره.

أحب: خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره.

إلي: جار ومجرور متعلق بـ (أحب ).

 

 

 

 

 

 

 

مما: أصلها (من ) وهي حرف جر، و (ما ): اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعد (من )، والجار والمجرور متعلق بـ (أحب )، والجملة في محل نصب مفعول به.

يدعونني: فعل مضارع مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

إليه: جار ومجرور متعلق بـ (يدعونني ).