الشَّرح المكتوب لدرس الميزان الصَّرفيُّ

يسري سلال 08 أكتوبر 2018 | 7:02 ص 4465 مشاهدة

شرح درس

(الميزان الصرفيُّ )

 

الكلمة في العربية قد تأتي: ثلاثية، أو رباعية، أو خماسية، أو سداسية.

    ولما كانت الكلمات الثلاثية غالبة في اللغة العربية، جعل علماء الصرف ميزان الكلمة على ثلاثة أحرف، هي (الفاء، والعين، واللام ) مجموعة في كلمة (فـَعَـلَ )، ويأخذ الميزان الصرفي (فعل ) نفس حركات الكلمة الموزونة.

فمثلا : (زَرَعَ ) ــــــــــــــــ وزنها (فَعَلَ ).

وهنا نطلق على حرف (الزاي ) فاء الكلمة.

وحرف (الراء ) عين الكلمة.

وحرف (العين) لام الكلمة.

 

    وكلمة (عَلِمَ ) وزنها (فَعِلَ )، وكلمة (صَامَ ) وزنها (فَعَلَ )؛ لأن أصلها (صَوَمَ )، وكلمة (عَدَّ ) وزنها (فَعَلَ )، وكلمة (عُدَّ ) على وزن (فُعِلَ )، ولعلك لاحظت أننا نقوم بفك الحرفين المدغمين عند وزن الكلمة؛ فالفعل (عَدّ ) أصله (عَدَدَ )، والفعل (عُدَّ) أصله (عُدِدَ ).

 

هذا في الفعل الثلاثي، فماذا لو زاد الفعل عن ثلاثة أحرف؟

    قد يكون الحرف الزائد أصليًّا، لا يمكن الاستغناء عنه، فهو من أصول الكلمة، مثل الفعل (زَلْزَلَ ) الرباعي، وكلمة (زَبَرْجَد) الخماسية، ففي هذه الحالة نقوم بإضافة حرف اللام ليقابل كل حرف زائد، فالكلمة الزائدة عن ثلاثة أحرف، وحروف زيادتها أصلية مثل (وَسْوَسَ، وزَلْزَلَ ) يصير وزنها (فَعْلَلَ ) بإضافة (لام ) إلى الميزان الأصلي (فَعَلَ )، وكلمة (زَبَرْجَد ) وزنها (فَعَلَّل )، بإضافة (لامين ) إلى الميزان الأصلي (فَعَلَ ).

 

    وقد يكون الحرف الزائد غير أصلي، يمكن الاستغناء عنه، فهو ليس من أصول الكلمة، مثل الفعل (قَاتَلَ )؛ فهذا الفعل زيد على أصله (قتل ) حرف الألف، في هذه الحالة ينزل الحرف الزائد كما هو في الميزان، فيكون وزن (قَاتَلَ ) هو (فَاعَلَ )، و (انْتَصَرَ): (افْتَعَلَ ) ؛ لأن أصله (نصر )، فزيدت الألف والتاء.

 

    و (انهزم ) (انفعل ) ؛ لأن أصله (هزم )، فزيدت الألف والنون، و (اسْتَخْرَجَ ) (اسْتَفْعَلَ )؛ لأن أصله (خرج )، فزيدت الألف والسين والتاء، والفعل (اسْتَرَدَّ ) وزنه (اسْتَفْعَلَ ) ؛ لأن أصله ( رَدَّ )، وكلمة (مُصْطَفَى ) وزنها (مُفْتَعَل ) ؛ لأن أصلها (صفو )، وأصل كتابتها (مصتفو )، فقلبت التاء طاء مناسبة للصاد وهو حرف مفخم، وقلبت الواو ألفا مقصورة؛ لأنها جاءت متطرفة بعد فتح، والفعل ( قَتَّلَ ) وزنه( فَعَّلَ ) بتشديد العين، وهنا نلاحظ أن الفعل (قتّل ) مزيد بالتضعيف، فنكرر في الميزان الحرف المقابل للحرف المكرر.

 

    وحروف الزيادة كما حددها علماء الصرف مجموعة في قولنا: اليوم تنساه، أو: سألتمونيها، أو: هناء وتسليم، أو: أـمان وتسهيل، بالإضافة إلى (التضعيف ).

 

كل ما مضى إذا كانت الكلمة مزيدة بحرف أو أكثر ……

فماذا لو حذف من الكلمة حرف أو أكثر؟

 

إذا حذف من الكلمة حرف أو أكثر حذف ما يقابله في الميزان:

فمثلا: فعل الأمر (عُدْ ) وزنه (فُلْ)؛ لأنه من الفعل (عاد ) الثلاثي، فلما حذف الحرف الأصلي الثاني، حذف ما يقابله في الميزان، وهو حرف العين، والفعل(كُلْ ) على وزن (عُلْ )؛ لأن أصله (أَكَلَ )، فلما حذف الحرف الأول الأصلي حذف ما يقابله في الميزان، وهو حرف الفاء، والفعل (اسع ) وزنه (افْعَ )؛ لأن أصله (سعى )، والألف الأولى زائدة؛ فتنزل في الميزان كما هي، والفعل (يَصِفُ ) وزنه (يَعِلُ )؛ لأن أصله (وصف )، والفعلان (قِ )، و (عِ )، وزنهما (عِ )؛ لأن أصلهما (وَقَى، وَعَى )، والكلمات (سِمَة، وعِظَة، وهِبَة ) وزنها (عِلَة )؛ لأنها من (وسم، وعظ، وهب )، وكلمة (أَبٌ ) وزنها (فعٌ )؛ لأنها من (أبو ).

 

الميزان الصرفي وتاء الافتعال:

    تاء الافتعال هي حرف غير أصلي يزاد في الفعل لمعنى معين ، هذه التاء قد تتأثر بحروف الكلمة فتنقلب إلى حرف آخر، مثل:

اصطبر: افتعل، أصلها: اصتبر.

اضطراب: افتعال، أصلها: اضتراب.

مزدهر: مفتعل، أصلها: مزتهر.