الشَّرح المكتوب لدرس النَّعت غير المفرد

يسري سلال 08 أكتوبر 2018 | 6:57 ص 4497 مشاهدة

شرح درس

(النَّعت غير المفرد )

 

مثلما يكون النعتُ مفردًا، فإنه يكون:

1 – جملة فعلية، مثل:

– رأيت فلاحًا يحرثُ الأرضَ.

 يحرث: فعل مضارع مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود للفلاح.

الأرض: مفعول به منصوب، وعلامة النَّصب الفتحة، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب صفة لـ (فلاحًا ).

 

2 – جملة اسمية، مثل:

– زَرَعْتُ شجرةً نوعُها غريبٌ. 

نوع: مبتدأ مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة، وهو مضاف، والهاء مبنيَّة في محل جر مضاف إليه.

غريب: خبر مرفوع، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في محل نصب صفة لـ (شجرة).

 

3 – شبه جملة:

أ – ظرف، مثل:

– رَأيتُ عُصْفورًا فوق الشجرةِ

فوق: ظرف زمان منصوب، وهو مضاف.

الشجرة: مضاف إليه مجرور، وشبه الجملة في محل نصب صفة لـ (عصفورًا ).

ب – جار ومجرور، مثل:

– هذا طفلٌ في سريرِهِ.

هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

طفل: خبر مرفوع.

في سريره: جار ومجرور، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع نعت لـ (طفل ).

  

ملاحظة:

    يشترط في الجملة أو شبه الجملة الواقعة نعتا أن يكون المنعوت (الموصوف ) اسما نكرة؛  لأن الجمل تُعرب بعد النكرات – الأسماء النكرة – صفاتٍ غالبًا، وتعرب الجمل  بعد المعارف -الأسماء المعرفة – أحوالا غالبًا.

 

أمثلة:

(أ )

1- يعجبني الأخُ (المهذبُ ).

2- تعجبني الأختُ (المهذبةُ ).

3- أكرمتُ الأخ (المهذبَ ).

4- فرحتُ بالأخ (المهذبِ ).

5- أعجبتني الأخوات (المهذبات ).

6- هذه أُخْتٌ (مهذبة ).

 

(ب )

1- يسعدني صديق (خلقه كريم ).

2- تسرني أخت (سلوكها فاضل ).

 

(ج )

3- أقدِّرُ أخلاقًا (تنبع من الإسلام ).

4- تتأصل أخلاق (يرعاها الفضلاء ).

5- أبصرت طائرًا (فوق الشَّجرة ).

6- سكنت بيتًا (في حديقة ).

 

الإيضاح:

 

    تأمل أمثلة الطائفة (أ ) ودقق النظر في الكلمات التي بين الأقواس، تجد أن كل كلمة منها قد وُضعت وَصْفاً لما قبلها؛ فكلمة (المهذب ) في المثال الأول وصف لـ (الأخ )، ونعت له، وكذلك كلمة (المهذبة ) في المثال الثاني وقعت نعتًا وصفةً لـ (الأخت )، وهكذا جميع الكلمات الواردة في الأمثلة كلها نعوت وصفات لما قبلها.

 

    ارجع بعد ذلك إلى الموصوفات التي سبقت النعوت .. تجد أنها في المثال الأول: مفرد مذكر وهو كلمة (الأخ )، أما في الثاني فمفردة مؤنثة، وهي كلمة (الأخت )، وفي الخامس تجده جمعًا مؤنثًا، وهو كلمة (الأخوات )، ولو أنك لاحظت المنعوت من جهة ثانية لوجدته معرفة في الأمثلة كلها، إلا في المثال الأخير وهو كلمة (أخت ).

 

    ولو تأملت أكثر لوجدت المنعوت كذلك مرفوعاً في المثالين الأْول والثاني .. ومنصوبًا في الثالث، ومجرورًا في المثال الرابع، ولو أمعنت النظر كذلك لوجدت بعض الموصوفات مذكرًا كما في المثال الأول، وبعضها مؤنثًا في الأمثلة الثالث والخامس والسادس.

 

نلاحظ أن النعت يتبع المنعوت في كل تلك الأحوال يتبعه في:

1- تذكيره أو تأنيثه.

2- رفعه أو نصبه أو جره.

3- تعريفه أو تنكيره.

4- إفراده أو تثنيته أو جمعه.

 

ونظرًا لأنه يتبعه في كل شيء فقد سُمِّي (تابعًا ).

 

    ولو أنك ألقيت نظرة على نعت المعرفة لوجدته قد وَضَّح منعوته؛ فمثلا في المثال الأول تجد أن المنعوت (الأخ ) لو جاء بدون نعته فقلنا مثلا: (يعجبني الأخ )، فإنه يعمُّ المهذبين وغيرهم، ولكنَّنا حين نذكر النعت فنقول (المهذب ) فإنه يوضح منعوته ويبينه. ويرفع عنه الاشتراك.

 

    وهكذا كل نعت يقع بعد المعرفة يوضحها ويرفع ما يقع فيها من اشْتراك. ولو تأملت نعت النكرة في المثال الأخير لوجدت له وظيفة أخرى وهي التخصيص فقولك: (هذه أخت ) تحتمل أخواتٍ كثيرات، ويدخل فيها الأخت الشرسة والمندفعة والمخالفة، فإذا جئت بالنعت فقلت: (هذه أخت مهذبة )، فقد خصصت الأخت، ورفعت عنها التعميم.

 

    ومن هنا قال النحاة: نعت المعرفة يوضح … ونعت النكرة يخصص .. وتبقى للنعت أغراض أخرى جانبية.

 

    والآن انتقل إلى أمثلة الطائفة (ب )، ولاحظ ما وُضع ما بين الأقواس في تلك العبارات، ستجد جملة (خلقه كريم ) في المثال الأول، وجملة (سلوكها فاضل ) في الثاني، وكلتاهما جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر .. ولو تأملت وظيفتهما لوجدت كُلا منهما قد وقعت نعتًا لما قبلها، وهو الاسم النكرة بحيث يسهل أنْ تحول كلتا الجملتين إلى نعت مفرد، فتقول: (يعجبني رجل كريمُ الخلق ) و (تعجبني أخت كريمة الخلق )، وهذا يرشدك إلى أن الجملة الاسمية قد تقع صفة، وأن موصوفها لا بد أن يكون نكرة، وأنها لا بد أن تشتمل على ضمير يربطها بالموصوف، وهو هنا الهاء في (خلقه، وخلقها )، وقد لاحظت أنه يطابق الموصوف.

 

    ولو نظرت في الجملتين الأخيرتين من تلك الطائفة (ب ) لوجدت جملتين فعليتين جيء بهما كذلك لنعت النكرة قبلهما، وأنهما يرتبطان بموصوفهما بضمير مطابق له كما مر، وهذا يرشدك إلى أن الجملة الفعلية تقع كذلك نعتًا.

 

    وإذا كان منعوت الجملة لا يكون إلا نكرة، فالنعت بالجملة إذن يفيد التخصيص، أي إزالة الاشتراك في النكرة قبله.

 

بقي أن تنظر في المثالين الأخيرين من الطائفة (ب )، وسترى أنه أولا ظرف، وهو (فوق )، وثانيًا جار ومجرور، وهو (في حديقة )، وهما كما مر يسميان شبة الجملة، وأن وظيفة كل منهما وقع نعتًا للنكرة التي قبله كالجملة؛ بحيث يسهل عليك أن تقول (أبصرت طائرًا واقفًا فوق شجرة )، و (سكنت بيتًا واقعًا في حديقة ).

 

القـاعــدة:

1 – النعت: تابع يُذكر لبيان صفة المنعوت الذي يسبقه ويتبعه في إعرابه، كما يوافقه في تعريفه أو تنكيره، وفي إفراده أو تثنيته أو جمعه، وفي تذكيره أو تأنيثه.

 

2 – يقع النعت المفرد بعد الاسم المعرفة فيوضحه – وبعد الاسم النكرة فيخصصه، والتوضيح رفع الاشتراك في المعارف، بينما التخصيص هو تقليل العموم في النكرات.

 

3 – يجيء النعتُ مفرداً – وجملة – وشبه جملة.

 

    والجملة إما فعلية – أو اسمية – وشبه الجملة إما ظرف أو جار و مجرور. ويُشترط في المنعوت حينئذ كونه اسماً نكرة.

 

نمـاذج معربــة:

أ ـ “سمعنا فتى يذكرهم “.

 

سمعنا: فعل ماض مبني على السكون؛ لاتصاله بالضمير (نا )، وهذا الضمير فاعل مبني على السكون في محل رفع.

فتى: مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

يذكرهم: مضارع مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو ) يعود إلى (فتى )، والهاء مفعول به مبني على السكون في محل نصب، وجملة (يذكرهم ) صفة للنكرة قبلها، وهي (فتى )، أي (سمعنا فتى ذاكرًا لهم – أي للأصنام ).

 

ب ـ أعجبني صديق خلقه نبيل.

أعجبني: فعل ماض مبني على الفتح، والنون للوقاية، والياء مفعول به مبني على السكون في محل نصب.

صديق: فاعل مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة الظاهرة على آخره.

خلقه: مبتدأ مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة، والضميرُ مضاف إليه مبني على الضم في محل جر.

كريم: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة الرَّفع الضمة.

وجملة (خلقه كريم ) صفة للنكرة قبله، وهي (صديق )، وهي في محل رفع.