الشَّرح المكتوب لدرس (كاد ) وأخواتها

يسري سلال 08 أكتوبر 2018 | 7:31 م 5045 مشاهدة

شرح درس

(أفعال المقاربة، والرَّجاء، والشُّروع )

([كاد ] وأخواتها )

 

 

تعريف أفعال المقاربة:

تأمل الجمل الآتية:

– كادتِ الشمسُ تغيبُ.

– عسى الضيقُ أن ينفرجَ.

– كربَ الماءُ يجمُدُ.

– أوشكَ المالُ أن ينفدَ.

 

    إذا تأملت هذه الجمل، فستلاحظ أنها جمل اسمية دخلت عليها أفعال (كاد – عسى – كرب – أوشك )، وعملت عمل كان وأخواتها، أي ترفع المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها؛ ولهذا فهي أفعال ناقصة.

 

    أفعال المقاربة أو (كاد ) وأخواتها: هي أفعال ناقصة تدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ  ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها.

 

أقسام (كاد ) وأخواتها:

تنقسم كاد وأخواتها إلى ثلاثة أقسام:

1 – أفعال المقاربة:

وهي ما تدل على قرب وقوع الخبر، وهي: كاد – أوشك – كرب.

 

2 – أفعال الرجاء:

وهي ما تدل على رجاء وقوع الخبر، وهي: عسى – حرى – اخلولق.

 

3 – أفعال الشروع:

 وهي ما تدل على الشروع في العمل، وهي كثيرة، منها: أنشأ – أخذ – جعل – طفق – هبّ.

 

(كاد ) وأخواتها ومعانيها:

– عسى: للرجاء في حصول الفعل.

– كاد – كرب – أوشك: للدلالة على قرب وقوع أو حصول الحدث الوشيك السريع وقد يستعمل بهذا المعنى ( كرب ) أي ( دنا وقرب ) ومصدره: كروب، ومنه: كربت الشمس، أي: دنت للغروب.

– حرى – اخلولق: شبيهان بـ ( عسى ). وقولك: حرى زيدٌ أن يتفوق، أي: صار جديرا بالتفوق، ومثله اخلولق.

– طفق: فيها معنى لزوم الشيء ومواصلته.

– هبّ: يشار به إلى السرعة والنشاط.

 

أمثلة على أفعال المقاربة والرجاء والشروع:

– كاد المطرُ يهطلُ.

– أوشك الوقتُ أن ينتهي.

– كرب الصبحُ أن ينبلج.

– عسى اللهُ أن يأتيَ بالفرج.

– اخلولق الكسلانُ أن يجتهدَ.

– حرى الغائبُ أن يحضرَ.

– شرع الطفلُ يبكي.

– أخذ البناءُ ينهارُ.

 

(كاد ) وأخواتها وعملها:  

    تعمل (كاد ) وأخواتها عمل كان وأخواتها، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها، وفق الشروط الآتية:

1 – أن يكون خبرها جملة فعلية فعلها مضارع.

2 – أن يكون الفعل المضارع واقعا بعد (أن ) المصدرية، مع الفعل (أوشك )، ومجردا منها مع الفعلين (كاد – كرب ) وأفعال الشروع.

مثال: أوشك المطر أن ينزل.

– كادت السفينة تغرق.

– كرب الشتاء ينقضي.

– أنشأ الرعد يقصف.

    ويجوز العكس أي أن يأتي المضارع مع (أوشك ) مجردا من (أن ) المصدرية، ومقترنا بها مع الفعلين (كاد – كرب ).

مثال:

كادت السماء أن تمطر.

3 – أن يتأخر الخبر عنها، ويجوز أن يتوسط بينها وبين اسمها.

مثال:

  • يكاد ينقضي الوقت.
  • طفق ينصرفون الناسُ.

 

حكم اقتران خبر كاد وأخواتها بأن:

1- الأفعال (أَوْشَك- عَسَى – حَرَى ) يكثر اقتران خبرها بـ (أن ).

مثل:

أوشك الظلم أن ينتهي .

 

2  – الأفعال (كادَ  – كَرَب ) يقل اقتران خبرها بـ (أن ).

مثل:

كادَ النهار ينتصف أو أن ينتصف.

 

3  – أفعال الشروع كلها يمتنع اقتران خبرها بـ (أن ).

مثل:

أخذ إياد يذاكر بجد.

 

نماذج إعراب أفعال المقاربة:

– كاد المطرُ ينهمرُ.

كاد: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

المطر: اسم (كاد ) مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره.

ينهمر: فعل مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر (كاد ).

 

– شرعَ زيد يقرأ.

شرع: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد: اسم (شرع ) مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره.

يقرأ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر (شرع ).

 

– عسى زيدٌ أن يوفّقَ.

عسى: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد: اسم (عسى ) مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره.

أن: حرف نصب.

يوفق: فعل مضارع منصوب بعد (أن )، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر (عسى ).

 

– توشكُ المدارسُ تفتحُ أبوابها.

توشك: فعل مضارع ناقص مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره.

المدارس: اسم (توشك ) مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره.

تفتح: فعل مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر (توشك ).

أبوابها: مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف، ها: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

 

أفعال المقاربة في القرآن الكريم:

قال تعالى:

– “عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ “. ( الإسراء 8 ).

– “يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ “. ( النور 42 ).

– “وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ “. ( طه 121 ).

– “يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ “. ( إبراهيم 17 ).

– “فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ  “. ( ص 33 ).