أنفقت المائتي جنيه – أنفقت العشرين جنيها
لماذا لا يجوز لك أن تقول: أنفقت المائتي جنيه
بينما يجوز لك أن تقول: أنفقت العشرين جنيها؟!!
لأنَّ تمييز المائة ومضاعفاتها يُعرَب مضافًا إليه مجرورًا .. فلو قلت: أنفقت المائتي جنيه .. فأنت هنا جعلت المضاف معرَّفًا والمضاف إليه نكرة .. وهذا لا يجوز
(لأنَّ ذلك يناقض الوضع الافتراضيِّ الأصليِّ للإضافة .. القاضي بأنَّ الأصل في المضاف التَّنكير والأصل في المضاف إليه التَّعريف .. بغضِّ النَّظر طبعًا عن إمكانيَّة كونهما معًا نكرتَين .. أو إمكانيَّة أن يكونا كلاهما معرفتَين .. على قلَّة ذلك )
وشبيه بذلك هذا التَّعبير (المنكر الكريه!! ) الذي يجعلون فيه المضاف معرَّفًا والمضاف إليه نكرة فيقولون مثلا: هذا هو الكتاب الغير مفيد (والعياذ بالله!! ) .. بينما الصَّواب: هذا هو الكتاب غير المفيد
هذا بخصوص صحَّة قولك (أنفقتُ مائة الجنيه ) .. وخطأ قولك (أنفقت المائة جنيه )
أمَّا قولك (أنفقت العشرين جنيها ) فجائز .. إذ المعدود يُعرَب تمييزًا منصوبًا لا مضافًا إليه مجرورًا .. فلا بأس إذن من تعريف العدد (فهو غير مضاف ) وتنكير المعدود (فهو ليس مضافًا إليه )
وبالمناسبة ..
فكلامي هذا يتضمَّن دليلَين (من ضمن أدلَّةٍ كثيرة ) على ما سبق أن أكَّدنا عليه من خطأ إعراب ما بعد العدد تمييزًا بشكل مطلق .. وإنَّما يجب إعراب ما بعد العدد من 11 إلى 99 تمييزًا (لكونه مفردًا منصوبًا ) .. وإعراب المعدود فيما عدا ذلك مضافًا إليه (لأنَّ المعدود فيما عدا ذلك مجرور )
المهمُّ ..
الخلاصة:
أنفقتُ عشرين جنيهًا .. صحيحة
أنفقتُ العشرين جنيهًا .. صحيحة
أنفقت مائتي الجنيه .. صحيحة
أنفقتُ المائتي جنيه .. غير صحيحة