الفرق بين: اللَّهمَّ هب لي ولدًا يكن صالحًا – اللَّهمَّ هب لي ولدًا يكون صالحًا

يسري سلال 21 ديسمبر 2023 | 12:29 ص Uncategorized 137 مشاهدة

إذا قلتَ: اللَّهمَّ هب لي ولدًا يكن صالحًا.
فإنَّهم يدَّعون أنَّ (جواز ) جزم المضارع الواقع في جواب الطَّلب (يكن )، يعني:
1 – جواز الجزم (يكن )
2 – وجواز الرَّفع (يكون )
وهذا وايم الله أبعد ما يكون عن الصَّواب، وأنأى ما يكون عن الحقِّ:
فإنَّك لو قلتَ:
اللَّهمَّ هب لي ولدًا يكن صالحًا (بالجزم ).
يكون الفعل مجزومًا في جواب الطَّلب، ويكون المعنى حتمًا: اللَّهمَّ إن ترزقني ولدًا فسوف يكون صالحًا.
وإن قلتَ:
اللَّهمَّ هب لي ولدًا يكون صالحًا.
يكون الفعل مرفوعًا، ويكون المعنى حتمًا: اللَّهمَّ ارزقني ولدًا يتَّصف بالصَّلاح (أي: اللَّهمَّ أعطني ولدًا صالحًا ).

ملاحظة مهمَّة جدًّا:
إذا وقع الفعل في جواب الطَّلب لا يمكن عدُّ الجملة الفعليَّة نعتًا، ولو عددتَ الجملة نعتًا لا يمكن أن يكون الفعل فيها مجزومًا في جواب الطَّلب.

إذن ..
– اللَّهمَّ هب لي ولدًا يكن صالحًا (الفعل مجزوم في جواب الطَّلب .. ولا يمكن أن تكون جملة يكن صالحًا نعتًا ).
– اللَّهمَّ هب لي ولدًا يكون صالحًا (جملة يكون صالحًا وقعت نعتًا .. إذن فالفعل ليس مجزومًا في جواب الطَّلب ).

أخيرًا ..
واللهِ الذي رفع السَّموات بلا عمد .. إنَّ (جواز ) جزم المضارع في جواب الطَّلب لا يعني جواز (الجزم / الرَّفع )، وإنَّما يعني أنَّ الجزم في جواب الطَّلب مشروطٌ بترتُّب الجواب على الطَّلب؛ فإن ترتَّب الجواب على الطَّلب فالفعل مجزوم، وإن لم يترتَّب الجواب على الطَّلب انتفى الجزم.

وبالتَّالي فلو ترتَّب الجواب على الطَّلب فالفعل مجزومٌ (وجوبًا ):
1 – صوموا تصحُّوا: الجواب مترتِّبٌ على الطَّلب (إذ المعنى: إن تصوموا تصحُّوا )، إذن فالفعل مجزومٌ وجوبًا (ولا يجوز: صوموا تصحُّون ).
2 – اغتنم فرصة تظهر لك: رغم وقوع (تظهر ) ظاهريًّا في جواب الطَّلب، إلا أنَّ الجواب هنا غير مترتِّبٍ على الطَّلب؛ إذا لا يصحُّ القول: إن تغتنم فرصة تظهر لك (فظهور الفرص يسبق اغتنامها وليس العكس )، ولذا فالفعل مرفوعٌ لا مجزومٌ.
انتهى

ملاحظة:
مَن أراد معرفة المزيد حول القضيَّة فليطالع كتابنا (نَحْوَ نَحْوٍ جديدٍ ).