القصَّة الكاملة لموسوعة (الألغاز النَّحويَّة )

يسري سلال 21 أكتوبر 2018 | 11:59 م شخصيٌّ 2234 مشاهدة

القصَّة الكاملة لموسوعة (الألغاز النَّحويَّة ) .. اقرءوا لتعرفوا .. واشهدوا بأنفسكم!!

انتهيتُ منذ شهور من تأليف موسوعة (الألغاز النَّحويَّة ) بعد حوالي 7 سنواتٍ، والمكوَّنة

من 5 كتب، برعاية موقع (نحو دوت كوم ).

وخلال هذه الشُّهور، حاولت بكلِّ جهدي أن تخرج الموسوعة إلى النُّور مطبوعةً بشكلٍّ

مشرِّفٍ، يتناسب مع ما بُذِل فيها من جهد، ولكن ضاعت كلُّ محاولاتي سدى، ولقيتُ

من العنت والُّذُّلِّ والمشقَّة في سبيل ذلك ما لا يخطر على العقل، وأحبُّ أن تشاركوني ما مررتُ به:
أوَّلا:

أنا صحِّيًّا كما تعلمون، في أسوأ الحالات، ومادِّيًّا، لا أملك من الدُّنيا مصدرًا للدَّخل إلا راتبي المتواضع الذي يُفترَض أن أُعالَج منه وأعول منه أسرتي المكوَّنة من زوجة وأربعة أطفال

، ممَّا يعني استحالة طباعة الموسوعة على نفقتي؛ ولذلك حدَّدتُ هدفي من البداية في

الوصول إلى ناشرٍ ينشر الموسوعة على نفقته، مقابل نسبةٍ من المبيعات لي.

ثانيًا:

أعلنتُ مرارًا على صفحتي عن حاجتي إلى شريكٍ مموِّلٍ يموِّل إصدار الموسوعة، ووعدته

بهامش ربحٍ متميِّز، إلا أنَّني لم ألقَ إلا الإعراض؛ فلم يهتمّ أحد، ولم يردّ أحد.

ثالثًا:

خلال هذه الشُّهور راسلتُ عشرات المطابع ودور النَّشر؛ على أمل العثور على ناشرٍ

يقبل بنشر الموسوعة على نفقته، مقابل نسبةٍ من الأرباح لي، بلا أيِّ فائدةٍ.

رابعًا:

فجأة، تلقَّيت عرضًا كريمًا من ناشرٍ إماراتيٍّ، أقدِّره كثيرًا؛ ولذلك لن أستطيع أن أذكر اسمه،

عرض عليَّ ما بحثتُ عنه طويلا، وهو أن يتكفَّل بالنَّشر مقابل نسبة، ورغم أنَّ النِّسبة التي

عرضها عليَّ لم تتعدَّ 10 %، على أن يستأثر هو بـ 90 %، بعد 7 سنواتٍ من العمل،

إلا أنَّني، وتحت ضغط الرَّاغبين في الشِّراء، والذين كانوا في شبه حالة هيستيريا وقتها،

اُضطُرِرتُ للقبول، وأعلنتُ وقتها بالفعل عن الأمر على صفحتي؛ لأطمئن الأخوة الرَّاغبين

في الشِّراء، إلا أنَّه ظلَّ يماطلني لعدَّة شهورٍ للأسف، وصبرتُ كثيرًا على أمل تنفيذ وعده،

بلا أيِّ أمل؛ فلم يكن أمامي إلا صرف النَّظر عن عرضه، والبحث عن أيِّ عرضٍ آخر.

خامسًا:

بالبحث على الانترنت، وصلتُ إلى شركة نشرٍ ذات أصولٍ أمريكيَّةٍ تعمل في الإمارات، وتعلن

على موقعها عن استعدادها لطباعة الأعمال المتميِّزة على نفقتها، مقابل نسبةٍ لأصحابها،

واعتقدتُ أنَّ الحظَّ قد ابتسم لي أخيرًا، وكنتُ واثقًا أنَّ الموسوعة ستنال إعجابهم،

وسيبادرون لطباعتها بمجرَّد الاطِّلاع على محتوياتها، وراسلتهم، وبالفعل، وبعد التَّحويل

إلى اللَّجنة المختصّضة، أبدوا ترحيبًا بالنَّشر، ثمَّ، وكالعادة، غيَّروا الاتِّفاق، وتحديدًا

عندما حان وقت التَّوقيع على العقد؛ فقد دسُّوا داخل العقد بندًا لم ألتفت إليه إلا عن طريق

أحد الأخوة، هذا البند يشترط عليَّ دفع مبلغ 40 ألف درهم إماراتيِّ، مقابل (المساهمة في التَّمويل ) كما ورد في العقد، وضحكت ساخرًا، ولم يكن سبب السُّخرية ضخامة هذا المبلغ الخياليِّ، الذي كان عليَّ أن أبيع جميع أعضائي في سبيل تأمينه، وإنَّما، وهو الأدهى، أنَّهم يسمُّون هذا المبلغ (مساهمةً في التَّمويل ) !! ليس هذا فقط، وإنَّما المضحك المبكي أنَّهم يقولون في العقد إنَّني – بعد دفع هذا المبلغ الخرافيِّ – سأحصل على 25 % فقط من المبيعات، وبعد عامٍ كاملٍٍ!!!!!
وأكلتُ أصابعي غيظًا وأنا أتأمَّل هذا العرض العبثيَّ بامتياز، ليس فقط لأنَّهم خالفوا عهودهم كالعادة، وليس لأنَّهم دسُّوا هذا البند الخبيث دسًّا في العقد، ولكن لأنَّني بجزءٍ من هذا المبلغ أستطيع طباعة الموسوعة في مصر، ويكون لي نسبة 100 % من المبيعات، وبذلك أُسدِل السِّتار على هذا العرض بدوره، بعد أن أضاعوا وقتي لشهور.

وهكذا، وفي ظلِّ غلق جميع الأبواب في وجهي، لم يكن هناك مفرٌّ من أن نستبدل بالنُّسخة المطبوعة نسخةً إليكترونيَّةً، وهنا تظهر مشكلة كبيرة، وهي أنَّ النُّسخة الإليكترونيَّة غير المحميَّة، سيتمُّ الاستيلاء عليها ونسخها بطريقةٍ غير شرعيَّة ونشرها على الانترنت، فور صدورها.

وهنا تظهر مشكلةٌ أخرى، وهي أنَّ الحماية مكلِّفة، ولا طاقة لي بها، وهكذا انتقلتُ إلى الخيار المحتوم، وهو البحث عن شريكٍ مموِّل يدفع تكاليف الحماية، مقابل اقتسام عائدات البيع، وهو ما كان.

ورغم أنَّني أقدِّر تمامًا مشاعر الأخوة المعترضين على كون النُّسخة التي انتظروها طويلا إليكترونيَّة لا مطبوعة، وأحترمهم جميعًا وأحترم وجهة نظرهم، إلا أنَّني مؤمنٌ تمامًا أنَّ قسمًا لا يُستهان به من الأخوة الرَّاغبين في الشِّراء، هدفهم الوحيد هو الاستيلاء على المادَّة العلميَّة، ونسبها لأنفسهم، وإصدار المذكَّرات بأسمائهم، وأنَّهم شعروا بخيبة أملٍ كبيرةٍ؛ إذ كانوا يتوقَّعون أنَّ الاستيلاء على الكتب سيكون سهلا ميسورًا، ففُوجِئوا بما خالف تلك التَّوقُّعات، بصدور الموسوعة محميَّةً من النَّسخ.

ولقد عانيتُ، وما زلتُ أعاني، من السَّرقة الأدبيَّة لما أنشره، وأبسطه المنشورات، التي لا يتورَّع الكثير من الأخوة عن الاستيلاء عليها بمجرذَد نزولها، ونشرها على صفحاتهم، مذيَّلةً بتوقيعاتهم وأسمائهم، والرَّدِّ على المعلِّقين بكلِّ أريحيَّةٍ وتنطُّعٍ، بوصفهم كتَّاب هذه المنشورات، بلا حياء.

والأدهى والأمرُّ والأكثر إثارةً للسُّخرية، أنَّ بعضهم من الموجودين على قائمة أصدقائي، ممَّن تظهر منشوراتهم عندي بمجرَّد نشرها، وهذا من المضحكات المبكيات؛ فلا أعلم: ألا يدركون أنَّ منشوراتهم المسروقة تظهر عندي؟!! أم أنَّ الشَّيطان ينسيهم تلك الحقيقة؛ فـ (يكاد المريب أن يقول خذوني ) !!

ومن هنا، كان من حقِّي؛ حفظًا للحقوق، أن تكون الموسوعة محميَّةً من النَّسخ، وهذا بالطَّبع أقلُّ حقوق الأخ المموِّل الذي من حقه أن يحافظ على ما دفعه من أموالٍ.

فقولوا لي: ماذا تفعلون لو كنتم مكاني؟