تعدُّد وجوه الإعراب أمر إيجابيٌّ أم سلبيٌّ؟

يسري سلال 21 ديسمبر 2023 | 12:27 ص Uncategorized 89 مشاهدة

تعدُّد وجوه الإعراب أمر إيجابيٌّ .. ودليلٌ على مرونة اللُّغة العربيَّة ورحابتها
إلا أنَّها في الامتحانات تمثِّل ثغرة ينبغي التَّحوُّط لها
بمعنى أنَّه يجب على واضعِي الامتحانات التَّأكُّد دائمًا من وجود وجه إعرابيٍّ واحد للكلمة .. تفاديًا لما يُثَار من جدلٍ في هذا الشَّأن.
على سبيل المثال:
عندما أقول: حبَّذا صفة الأمانة .. فإنَّ هنا احتمالَين:
الأوَّل أنَّ المخصوص بالمدح هو (صفة الأمانة )؛ فتكون (صفة ) مبتدأ مرفوعًا، و (الأمانة ) مضافًا إليه مجرورًا.
وتكون الجملة بالتَّشكيل كالتَّالي: حبَّذا صفةُ الأمانةِ.
والثَّاني أنَّ المخصوص بالمدح هو (الأمانة )؛ فتكون (الأمانة ) مبتدأ مرفوعًا، و (صفة ) تمييزًا منصوبًا.
وتكون الجملة بالتَّشكيل كالتَّالي: حبَّذا صفةً الأمانةُ.
إذا لم يكن واضع الامتحان على القدر الكافي من المهارة لإدراك الوجهَين فستكون تلك ثغرةً مؤسفةً في الامتحان.
ناهيك عن وجود ثغرة أخرى مؤسفة في هذا المثال؛ إذ لا يدرس طالب الصَّفِّ الثَّالث الإعداديِّ في منهجه احتمال مجيء تمييز بعد أفعال المدح والذم، إلا بعد (نعم ) و (بئس ) فقط.
وهذا شبيه بما يدرسونه من أنَّ مِن أنواع فاعل (نعم ) و (بئس ) مَن وما الموصولتان.
وبالتَّالي عندما يرى الطَّالب (مَن ) الموصولة في الجملة يسارع إلى الحكم بأنَّها فاعل.
مع أنَّ ما لا يذكره الكتاب المدرسيُّ .. ولا الكتب الخارجيَّة .. أنَّ (مَن ) و (ما ) الموصولتَين كما تقعان فاعلا لـ (نعم ) و (بئس )، فإنَّهما يمكن أن يكونا المخصوص نفسه:
نعم مَن يجتهد محمَّد .. هنا (مَن ) فاعل.
لكنَّنا إذا قلنا: نعم المسلم مَن يجاهد بنفسه وماله .. فإنَّ (مَن ) هنا هي المخصوص نفسه.
وبالعودة إلى جملة (نعم صفة الأمانة ) ..
فإنَّه يمكن لواضع الامتحان أن يكون ذكيًّا ولمَّاحًا فيتفادى الوقوع في فخِّ تعدُّد وجوه الإعراب هنا .. بأن يدخل تعديلا بسيطًا على الجملة كالتَّالي:
فلو قال: حبَّذا خلق الأمانة .. لما صحَّ هنا إلا وجه واحد .. وهو أنَّ (خلق ) هي المخصوص المرفوع .. و (الأمانة ) مضاف إليه المجرور.
في حين ينتفي وجه التَّمييز (إذ لو كانت تمييزًا لوجب تنوينها: خلقًا ).