كم من الجرائم قد يرتكبها المرء بحجَّة أنَّه معلِّم!!

يسري سلال 06 مايو 2018 | 6:17 ص قضايا تعليميَّة 1903 مشاهدة

 
يعتقد بعض المعلِّمين، أنَّهم فوق النَّقد، وأنَّ المعلِّم – في زعمهم – خطٌّ أحمر، لا يمكن المساس به!!
 
وطبعًا أنا لا أقصد بـ (المساس به ) إهانته، أو الحطُّ من شأنه، أو النَّيل من كرامته؛ فهذا – بالطبع –
مرفوض، لا لكونه معلِّمًا فقط، وإنَّما لكونه – قبل كلِّ شيءٍ – إنسانًا.
 
وإنَّما المشكلة أنَّ ممَّا قد يعتبره هؤلاء من قَبيل (المساس ) بالمعلِّم، أن يتجرَّأ أيُّ إنسانٍ بتوجيه أيِّ نوعٍ
من النَّقد للمعلِّم؛ فيهبُّون عندها، مدافعين، بالحقِّ حينًا، وبالباطل أحيانًا، بحميَّةٍ كريهةٍ، من باب (انصر
أخاك ظالمًا أو مظلومًا ) ، وكم من الجرائم تُرتكَب باسم (انصر أخاكَ ظالمًا أو مظلومًا ) !!
 
وفي الواقع فقد فاض الكوب، وبلغ السَّيل الزُّبى، ولم يبقَ في قوس الصَّبر منزع!!
 
فاليوم دخلتُ بالصُّدفة على صفحة أحد معلِّمي اللغة العربيَّة، ولولا أنَّني لا أحبُّ التَّشهير، أو تناول الأمر
بصفةٍ شخصيَّةٍ، لذكرتُ اسمه على رءوس الأشهاد، وهو يُسَمِّي نفسه على كلِّ حالٍ: (الاستاذ …. ) ،
ويكتب كلمة (الأستاذ ) بألف وصل!!
 
وعلى صفحته وجدتُ آلاف المتابعين من معلِّمي وطلاب اللُّغة العربيَّة، اللُّغة العربيَّة التي ماتت على
صفحته، وشبعت موتًا!!
 
وهالني ما رأيتُ وقرأت على تلك الصَّفحة، التي أراها لعنةً، وجريمةً تستحقُّ المساءلة القانونيَّة؛ فالمنشور
الواحد يوجد به مئات الأخطاء النَّحويَّة والإملائيَّة والأسلوبيَّة، ناهيك عن الجهل المطبق الفاضح بكلِّ ما
يتعلَّق بعلامات التَّرقيم، ومواضعها، واستخداماتها.
 
وواللهِ الذي لا إله إلا هو، إنَّني أعرف طلابًا بالصَّفِّ الأوَّل الإعداديِّ، متمكِّنين من لغتهم، ومن قواعد
النَّحو والإملاء، أكثر منه، وإنَّ عقلي كاد يذهب بلا عودةٍ وأنا أطالع منشوراته؛ فكأنَّني في كابوسٍ مرعبٍ،
أن يكون هناك (معلِّم ) للُّغة العربيَّة، يحاضر للآلاف، بهذا المستوى البائس الضَّحل.
 
واحترتُ ماذا أفعل:
– هل أراسله وأصارحه بالحقيقة المُرَّة، وأنَّه عارٌ على اللُّغة العربيَّة، وأنَّ عليه الآن، وفورًا، وبدون تفكيرٍ،
أن يعتزل هذه المهنة بلا رجعة، وأن يحذف هذه الصَّفحة بكلِّ الأهوال التي تحتويها.
 
– أم أنَّ عليَّ أن أسكتَ؛ حتَّى لا أسبِّب له، ولنفسي، الحرج.
 
وقرَّرتُ أن أستبعد الخيارين، إلى خيارٍ ثالثٍ، هو أن أعرض الأمر على سيادتكم، بدون أن أسمِّيه، أو
أسمِّي صفحته، وأن أعرض عليكم نموذجًا بسيطًا من إحدى منشوراته، بما يضمُّه من مئات الأخطاء،
ثم بنسخةٍ من نفس هذا الجزء بعد تصويب تلك الأخطاء؛ لتحكموا بأنفسكم، إلى أيِّ مدى هانت علينا لغتنا،
وهان علينا النَّحو، فابتذلناه كلَّ هذا الابتذال، وأهنَّاه كلَّ هذه الإهانة، على يد مَن لم يرقب في لغته إلا ولا ذِمَّة.
 كم من الجرائم قد يرتكبها المرء بحجَّة أنَّه معلِّم!! كم من الجرائم قد يرتكبها المرء بحجَّة أنَّه معلِّم!! كم من الجرائم قد يرتكبها المرء بحجَّة أنَّه معلِّم!! كم من الجرائم قد يرتكبها المرء بحجَّة أنَّه معلِّم!! كم من الجرائم قد يرتكبها المرء بحجَّة أنَّه معلِّم!! كم من الجرائم قد يرتكبها المرء بحجَّة أنَّه معلِّم!! كم من الجرائم قد يرتكبها المرء بحجَّة أنَّه معلِّم!! كم من الجرائم قد يرتكبها المرء بحجَّة أنَّه معلِّم!! كم من الجرائم قد يرتكبها المرء بحجَّة أنَّه معلِّم!! كم من الجرائم قد يرتكبها المرء بحجَّة أنَّه معلِّم!!
ملاحظة:
عندما نسخت هذا الجزء من المنشور إلى برنامج ورد، كاد البرنامج يصرخ من هول ما حُمِّل به، ومن كَمِّ الخطوط الحمراء التي اُضطُرَّ إلى وضعها!!
 
ملاحظة (2 ) :
لم يشعرني بالعزاء بعد هذه التَّجربة المؤلمة، إلا أنَّني اكتشفتُ أنَّ هذا الأخَّ الكريم ليس مصريًّا؛ فحمدتُ الله على لطفه بعباده!!
 
ملاحظة (3 ) :
ممَّا يذكره الأخُّ الفاضل للتَّفريق بين (نا ) التي تقع فاعلا، و (نا ) التي تقع مفعولا به، أنَّ الأولى ساكنة، والثَّانية مفتوحة!!!! فكيف تكون (نا ) ساكنةً؟ وكيف تكون مفتوحةً؟!!
والمفروض أن يقول: يجب أن يكون ما قبل (نا ) التي تقع فاعلا، ساكنًا، وما قبل (نا ) التي تقع مفعولا به، مفتوحًا.
 
ملاحظة (4 ) :
لم أكن أحبّ أن يكون نقدي قاسيًا إلى هذا الحدِّ، لكنَّ المصاب جلل، والخطيئة فادحة، ورغم أنَّ الإنسان خطَّاء، إلا أنَّه كان يمكن لهذا الأخِّ، وهو يدرك حقيقة مستواه بالتَّأكيد، ألا يسرف على نفسه، فيضيف على ذنوبه ذنب أن يكون معلِّمًا على الانترنت، يحمل في عنقه، وعلى عاتقه، مسئوليَّة الآلاف الذين سيعاينون هذا التَّلوُّث، فيساهم في طمس هويَّتهم، وإبعادهم عن لغتهم الصَّحيحة والسَّليمة؛ فيبوء بإثمه وإثمهم، وقد كان جديرًا به – إشفاقًا على نفسه – أن يتوارى، وألا (يجاهر بالمعصية ) ؛ رأفةً بلغتنا العظيمة.
ملاحظة (5 ) :
يمكنكم – إن شئتم – قراءة المقال / التَّدوينة .. على حسابنا الشَّخصيِّ بموقع (فيس بوك ) .. من خلال الرَّابط التَّالي: