كيف يحبُّ طلابنا النَّحو؟

يسري سلال 04 سبتمبر 2017 | 3:30 ص قضايا نحويَّة 2143 مشاهدة

كيف يحبُّ طلابنا النَّحو؟

هناك حقيقة مؤكدة، وهي أنَّ أغلب أبنائنا الطلاب يكرهون النحو وينفرون منه. 

ولقد تعدَّدت الأبحاث والدراسات التي بحثت هذه الظاهرة، وحاولت أن تقف على أسبابها، مع اقتراح

حلول لها. 

وتنوَّعت الأسباب ما بين جفاف مناهج النحو وأكاديميته وصعوبته وسوء طرق تدريسه وغير ذلك من

الأسباب

التي تُعَدُّ بالعشرات وربما المئات .. وكما تنوَّعت الأسباب تنوَّعت أيضًا الحلول والاقتراحات. 

ومن وجهة نظري فإنَّه رغم تنوُّع أسباب هذه الظاهرة إلا أنَّ لها حلا واحدًا .. وهو طريقة تدريس

النحو. 

مهما تعدَّدت الأسباب، ومهما كان منهج النحو جافًّا وصعبًا، فإنَّ المدرِّس الناجح والمؤهَّل يستطيع أن

يجعل

طلابه محبِّين بل عاشقين للنحو، وسوف أحكي موقفًا شخصيًّا حدث معي يثبت وجهة نظري: 

عند تعييني منذ أكثر من 20 عامًا كان يعمل معي بالمدرسة موظَّفة لها ابن في الصف الأوَّل الإعدادي،

وكان هذا الولد ذكيًّا، ولكنَّه في نفس الوقت كان مشاغبًا، وكان لديه مشكلة كبيرة في اللغة العربيَّة بسبب

كرهه للنحو. 

ولأنَّني كنت معروفًا بالتميُّز والمهارة بفضل الله في تدريس النحو فقد أوكلت لي زميلتي مهمَّة علاج مشكلة النحو لدى ابنها. 

وبدأ الولد يتردَّد عليَّ بمنزلي في مواعيد كنت أحدِّدها له؛ حيث أشرح له بعض موضوعات النحو. 

لم يكد يمر على ذلك عدة أيَّام حتَّى قابلتني زميلتي منبهرةً من التحول الذي حدث لابنها؛ حيث أكَّدت لي أنه لم يعد يذاكر أي مادة إلا النحو من فرط حبِّه له، وأنَّهم يعانون بسبب ذلك؛ لانصراف الابن عن مذاكرة بقيَّة المواد بشكل كامل. 

بعدها بفترة تحدَّثت نفس الزميلة أمامي عن مشكلة نفس الابن مع اللغة الإنجليزية، وأنَّه يكرهها ولا يطيق مذاكرتها؛ ممَّا تسبَّب في أن يكون شديد الضعف فيها، وعرضت عليها بشكلٍ أخويٍّ أن ترسله لي بمنزلي

متطوِّعًا أن أذاكر له؛ حيث إنَّني كنت وأنا طالب من المتميِّزين في اللغة الإنجليزية. 

وبعد أن تردَّد عليَّ ابنها لعدَّة أيَّام فُوجِئت بوالدته تشكو لي انصراف ابنها عن مذاكرة كل المواد، وعكوفه على مذاكرة اللغة الإنجليزية التي أصبح يعشقها. 

وهكذا أدركت الحلَّ لمشكلة كراهية الطلاب للنحو (ولأي مكادة بشكلٍ عام ) : إذا أحبَّ الطالب المعلِّم وطريقته في التدريس أحبَّ المادَّة مهما بلغت درجة صعوبتها.