مواضع الإلغاز في درس ([لا ] النَّافية للجنس )
مواضع الإلغاز في درس ([لا ] النَّافية للجنس ) للصَّفِّ الثَّاني الثَّانويِّ – الفصل الدِّراسيّ الثَّاني
نموذج من كتاب (مَوَاضِعُ الإِلْغَازِ ) للأستاذ/ يسري سلال
الكتاب الخامس من موسوعة (الألغاز النَّحويَّة )
ملاحظةٌ مبدئيَّةٌ للأخوة الرَّاغبين في حجز موسوعة (الألغاز النَّحويَّة ) :
للأسف تأجَّل صدور الموسوعة لظروف المرض
فالرَّجا الصَّبر، وعدم الاستعجال
مواضع الإلغاز في درس ([لا ] النَّافية للجنس )
(1 ) السُّؤال الذي لا بدَّ أن يُطرَح في بداية شرح الدَّرس:
هذا السُّؤال لا بدَّ أن يطرحه المعلِّم على الطلاب، عند شرح درس ([لا ] النَّافية للجنس ) ،
وذلك كمدخل للدَّرس، وهذا السُّؤال هو:
إذا كانت (لا ) النَّافية للجنس تعمل عمل (إنَّ ) ؛ فتنصب الاسم، وترفع الخبر، فلماذا لم
تُضَف إلى أخوات (إنَّ ) ، ولماذا لم يقولوا لكم في الصَّفِّ السَّادس الابتدائيِّ، وأنتم
تدرسون (إنَّ ) وأخواتها: إنَّ أخوات (إنَّ ) هي: إنَّ، وأنَّ، وكأنَّ، ولكنَّ، وليت ، ولعلَّ،
و (لا ) النَّافية للجنس؟
والإجابة: أنَّ (لا ) النَّافية للجنس لم تُعَدّ من أخوات (إنَّ ) ، وذلك لأنَّها لا تعمل عمل
(إنَّ ) إلا بشروط، وهذه الشُّروط هي ….
(2 ) السُّؤال الثَّاني الذي لا بدَّ أن يُطرَح في بداية شرح الدَّرس أيضًا:
ما الفرق بين (لا ) النَّافية للجنس، و (إنَّ ) ؟
وهذه هي الفروق بينهما:
مقارنة بين (إنَّ ) وأخواتها (لا ) النَّافية للجنس:
أوَّلا: المعنى والاستخدام:
(أ ) [إنَّ ] وأخواتها:
(إنَّ ) ، و (أنَّ ) : تفيدان التَّوكيد.
كأنَّ: تفيد التَّشبيه.
لكنَّ: تفيد الاستدراك.
ليت: تفيد التَّمنِّي.
لعلَّ: تفيد التَّرجِّي.
(ب ) [لا ] النَّافية للجنس: تنفي اسمها عن جميع جنس خبرها.
ثانيًا: أنواع الاسم:
(أ ) [إنَّ ] وأخواتها:
1 – اسم ظاهر: “إنَّ الله مع الصَّابرين ” .
2 – ضمير متَّصل: (كاف الخطاب – هاء الغيبة – ياء المتكلِّم – [نا ] ) :
– ليتكَ مجتهد.
3 – مصدر مؤوَّل: إنَّ من الحكمة أن تجتهد.
(ب ) [لا ] النَّافية للجنس:
1 – مضاف: لا باذل جهد نادم.
2 – شبيه بالمضاف: لا منفقًا مالا (للمال ) في الخير خاسر.
3 – مفرد: لا أحد في البيت.
ثالثًا: إعراب الاسم:
(أ ) [إنَّ ] وأخواتها:
اسمها منصوبٌ دائمًا، إلا إذا دخلت (ما ) عليها؛ فكفَّتها عن العمل.
(ب ) [لا ] النَّافية للجنس:
1 – منصوب: إذا كان مضافًا، أو شبيهًا بالمضاف.
2 – مبنيٌّ على ما يُنصَب به: إذا كان مفردًا.
رابعًا: أنواع الخبر:
الخبر مع كليهما قد يكون مفردًا، وقد يكون جملةً، وقد يكون شبه جملةٍ.
خامسًا: فروق مهمَّة:
(أ ) [إنَّ ] وأخواتها:
1 – يمكن دخول حرف جرٍّ عليها، ولا يؤثِّر ذلك على عملها: علمتُ بأنَّكَ مخلص.
2 – الأصل في اسمها أن يكون معرفةً: لعلَّ الابن بارٌّ بوالدَيه.
3 – يمكن الفصل بينها وبين اسمها، دون أن يؤثِّر ذلك على عملها [ومعنى ذلك أنَّه يمكن أن يتقدَّم خبرها على اسمها ] : إنَّ في المدرسة تلاميذ.
(ب ) [لا ] النَّافية للجنس:
1 – يُشترَط لعملها ألا تُسبَق بحرف جرٍّ، فإن سُبِقت بحرف جرٍّ، أُلغِي عملها، وجُرَّ ما بعدها: المجتهد ناجح بلا شكٍّ.
2 – يُشترَط لعملها أن يكون اسمها نكرةً، فإن جاء اسمها معرفةً، أُلغِي عملها، وعادت الجملة اسميَّةً (من مبتدأ، وخبر ) كما كانت، ووجب تكرارها:
– لا متفوِّق مقصِّر. (عاملة ) .
– لا المتفوِّق مقصِّر ولا مهمل. (غير عاملةٍ ) .
3 – يُشترَط لعملها ألا يفصل بينها وبين اسمها فاصل، فإن فصل بينهما فاصل، أُلغِي عملها، وعادت الجملة اسميَّةً (من مبتدأ، وخبر ) كما كانت، ووجب تكرارها [ومعنى ذلك أنَّه لا يمكن أن يتقدَّم خبرها على اسمها ] :
– لا تلاميذ في المدرسة يوم الجمعة. (عاملة ) .
– لا في المدرسة تلاميذ يوم الجمعة، ولا معلِّمون. (غير عاملةٍ ) .
(3 ) اسمها المضاف:
هناك صفة (فريدة ) في اسمها المضاف، وهي أنَّه لا يُضَاف إلا إلى نكرةٍ، وفي حالة ورود اسمها مضافًا إلى معرفة، يجري عليه ما يجري على اسم (لا ) المعرَّف؛ فيُلغَى عملها – في هذه الحالة – ، ويُعرَب اسمها مبتدأ، ويجب تكرارها أيضًا:
مثال: لا طالب علمٍ مكروه. عرِّف كلمة (علم ) ، وأعد كتابة الجملة.
والإجابة: لا طالب العلم مكروه، ولا منبوذ.
وإعراب كلمة (طالب ) في الجملة الجديدة: مبتدأ مرفوع.
مثال (2 ) : لا (أخي ) غنيٌّ، ولا فقير. أعرب ما بين القوسَين.
والإجابة: لا يمكن إعراب كلمة (أخي ) اسمًا لـ (لا ) النَّافية للجنس؛ لأنَّه هنا أُضِيف إلى معرفةٍ (الضَّمير المتَّصل ) ؛ ولذا فعمل (لا ) ملغى، ومن ثَمَّ فإعراب كلمة (أخي ) : مبتدأ مرفوع.
ملاحظة:
لا يفُتكَ ملاحظة تكرار (لا ) في الجملة.
ملاحظة (2 ) :
هذه الظَّاهرة الفريدة خاصَّة باسم (لا ) المضاف فقط، وليس بالاسم عندما يكون شبيهًا بالمضاف؛ فلا حرج في قولنا: لا مكرِّمًا الآباء نادم. (بعد الاسم معرفة ) .
(4 ) اسمها المفرد:
أكثر حالات اسم (لا ) ورودًا في الامتحانات على الإطلاق هو كونه مفردًا، وذلك لأنَّ واضع الامتحان يتوقَّع من الطَّالب دائمًا أنَّه يعتقد أنَّ اسم (لا ) منصوب؛ باعتبار (لا ) تعمل عمل (إنَّ ) ، التي (تنصب ) الاسم، وترفع الخبر، فيتعمَّد مخالفة ذلك بالمجيء باسم (لا ) مفردًا (مبنيًّا ) ؛ ولذلك يجب لفت أنظار الطلاب إلى ذلك.
(5 ) معادلتان للمضاف، والشَّبيه بالمضاف:
أوَّلا: اسم (لا ) النَّافية للجنس المضاف = اسم (لا ) منصوب (تُحذَف نونه للإضافة، إذا كان مثنَّى، أو جمع مذكَّرٍ سالمًا ) + مضاف إليه.
– لا طالبي جاه مقدَّرون.
ثانيًا: اسم (لا ) النَّافية للجنس الشَّبيه بالمضاف = اسم (لا ) منصوب (لا تُحذَف نونه للإضافة، إذا كان مثنَّى، أو جمع مذكَّرٍ سالمًا ) + معمول لاسمٍ مشتقٍّ، أو جارّ ومجرور.
– لا قارئًا الكتب (للكتب ) يضيِّع وقته.
وإعراب كلمة (الكتب ) : مفعول به لاسم الفاعل العامل منصوب، وعلامة النَّصب الفتحة.
(6 ) استخرج حرفًا ناسخًا:
في إحدى امتحانات الثَّانويَّة العامَّة السَّابقة، طُلِب من الممتحنين استخراج حرفٍ ناسخٍ، وبحث الطلاب بكلِّ السُّبل عن إحدى أخوات (إنَّ ) ، وكانت كلُّ فكرتهم عن الحروف النَّاسخة أنَّها (إنَّ ) وأخواتها دون سواها، فلم يجدوا، واعتقدوا أنَّ هذا خطأ من واضع الامتحان، وبعد نهاية الامتحان اكتشفوا أنَّ الحرف النَّاسخ في القطعة هو (لا ) النَّافية للجنس!!
فنبِّهوا تلاميذكم أنَّ (لا ) النَّافية للجنس تُعَدُّ حرفًا ناسخًا؛ لأنَّ العامل منها ينصب الاسم، ويرفع الخبر، حتَّى وإن كانت تعمل ذلك بشروطٍ.
(7 ) حذف خبرها:
يرد خبر (لا ) في القطعة كثيرًا محذوفًا، وفي هذه الحالة يطلب منهم واضع الامتحان غالبًا تحديد الخبر، وهو لا يطلب تحديد الخبر – في الغالب – إلا إذا كان هذا الخبر محذوفًا؛ فعوِّدوه أن يكون حسَّاسًا لعبارة (وحدِّد الخبر ) ، وذلك في مثل قولنا: الدَّولة مهتمَّةٌ بالعلم لا ريب، والتَّقدير طبعًا: الدَّولة مهتمَّةٌ بالعلم، لا ريب في ذلك.
(8 ) التَّحويل من الشَّبيه بالمضاف إلى المضاف، والعكس:
يتمُّ اللعب هنا غالبًا على نون المثنَّى وجمع المذكَّر السَّالم، والتي تُحذَف من اسم (لا ) المضاف، وتثبت مع اسم (لا ) الشَّبيه بالمضاف:
مثال: لا معلِّمي طلاب مكروهون. اجعل اسم (لا ) المضاف، شبيهًا بالمضاف، وأعد كتابة الجملة.
وهنا سنردُّ النُّون المحذوفة، وسننصب المضاف إليه؛ لأنَّه سيكون – في الجملة الجديدة – مفعولا به لاسم الفاعل العامل قبله:
– لا معلِّمين طلابًا مكروهون.
والعكس:
عند تحويل اسم (لا ) الشَّبيه بالمضاف إلى مضاف، تُحذَف نون المثنَّى أو جمع المذكَّر، ويُجَرُّ معمول الاسم المشتقِّ؛ لأنَّه – في الجملة الجديدة – سيكون مضافًا إليه مجرورًا:
مثال (2 ) : لا بانين بيتًا يهملون أساسه. اجعل اسم (لا ) الشَّبيه بالمضاف مضافًا، وغيِّر ما يلزم.
والإجابة:
لا باني بيت يهملون أساسه.
(9 ) ثنِّ، واجمع:
نفس الفكرة – تقريبًا – في السُّؤال السَّابق؛ فسؤال التثنية والجمع – في هذا المقام – يركِّز على نون المثنَّى وجمع المذكَّر السَّالم أيضًا؛ ولذا لا بدَّ للطَّالب قبل تثنيته أو جمع أيِّ جملةٍ تبدأ بـ (لا ) النَّافية للجنس، أن يحدِّد نوع الاسم أوَّلا:
– فإذا كان اسمها مضافًا، تُحذَف نونه في الجملة الجديدة للإضافة:
مثال: لا صاحب حقٍّ يهمل في طلبه. ثنِّ اسم (لا ) ، وأعد كتابة الجملة.
والإجابة:
لا صاحبَي حقٍّ يهملان في طلبه.
والعكس:
مثال (2 ) : لا قارئًا للقرآن بخشوع يغفل عن معانيه. اجمع اسم (لا ) ، وغيِّر ما يلزم.
والإجابة:
لا قارئين للقرآن بخشوع يغفلون عن معانيه.
ملاحظة:
إيَّاك وعلامات الرَّفع عند تثنية اسم (لا ) وجمعه، وأقصد بها (ألف المثنَّى ) و (واو جمع المذكَّر ) ؛ فلا تستخدم إلا الياء في الحالتَين؛ لأنَّ اسم (لا ) المضاف والشَّبيه بالمضاف منصوب.
ملاحظة (2 ) :
غالبًا يكون اسم (لا ) في الجملة المراد تثنية الاسم فيها أو جمعه، شبيهًا بالمضاف (وليس مضافًا ) ؛ لكي يقوم الطَّالب بحذف النُّون للإضافة.
(10 ) العلاقة بين اسم (لا ) النَّافية للجنس، والمنادى:
يوجد تشابه كبير بين اسم (لا ) النَّافية للجنس، والمنادى:
أ – فمن أنواع كليهما المضاف، والشَّبيه بالمضاف، وهما منصوبان مع كليهما.
ب – كلاهما يكونان معربَين، ويكونان مبنيَّين، والفرق أنَّ المنادى المبنيَّ يكون مبنيًّا على ما يُرفَع به، في حين أنَّ اسم (لا ) المفرد يُبنَى على ما يُنصَب به، أمَّا في حالة الإعراب، فالمعرب من كليهما منصوب.
(11 ) الفرق بين (بلا ) ، و (فلا ) :
يخلط الكثيرون بينهما؛ فيعتقدون أنَّ (لا ) في قولنا: …. فلا شكَّ في أهمِّيَّة الاجتهاد، ملغاة لسبقها بحرف جرٍّ، ويجب تنبيههم إلى أنَّ الباء حرف جرٍّ، في حين أنَّ الفاء ليست كذلك، ومن ثَمَّ؛ فـ (لا ) في (بلا ) ملغاة، أمَّا في (فلا ) فهي عاملةٌ.
(12 ) أنواع (لا ) :
أ ـــ (لا ) النَّاهية: وهي طلبيَّة جازمة للمضارع، تطلب الكفَّ عن عمل الفعل، ويأتي بعدها الفعل مخاطبًا غالبا، ويُشترَط ألا يفصل بينها وبين مضارعها فاصل، وألا تسبقها أداة شرط:
نحو: لا تهمل المذاكرة – لا تسع في الشر – (ولا تكتموا الشَّهادة ).
ب ــ (لا ) العاطفة: يكون ما بعدها مفردًا، ويُعرَب اسمًا معطوفًا تابعا لما قبل (لا ) في الإعراب، ولا تتَّصل بحرف عطفٍ آخر، وتُسبَق بأمرٍ أو مثبتٍ، نحو: ساعدوا محتاجًا لا غنيًّا – سأعاقب المستهتر لا المجتهد.
ج ـــ (لا ) النَّافية: وهي التي لا تؤثِّر في إعراب ما بعدها، وتقع بين الجارِّ والمجرور، وبعد (لام ) الجرِّ ، و (أن ) ، و (كي ) النَّاصبتَين للمضارع، وقبل المضارع الغائب، أو المتكلِّم، وقبل المعرفة، وقبل الفعل الماضي، ويجب تكرارها هنا، نحو: المدمن يعيش بلا وعي – يا عرب، اتَّحدوا لئلا تفشلوا – الطَّالبان يذاكران لكيلا يفشلا – المعلِّم الناجح لا يبخل بعلمه على طلابه – لا النَّحو صعب ولا البلاغة – المستهتر لا نجح ولا اهتمَّ بمستقبله.
د ــ (لا ) النَّافية للجنس: وهي العاملة عمل (إنَّ ) ؛ فتنصب الاسم، وترفع الخبر بشروطٍ: أن تكون لنفي الجنس، وألا يفصل بينها وبين اسمها فاصل (ويتضمَّن ذلك ألا يتقدَّم خبرها على اسمها ) ، وأن يكون اسمها وخبرها نكرتَين.
نحو: لا محاباة في الدِّين – لا إله إلا الله – لا كافر ناجٍ من النَّار – “من يضلل الله فلا هادي له ” – “لا غالب لكم اليوم من الناس ” .
(13 ) همزة الاستفهام قبل (لا ) النَّافية:
يتمُّ التَّمويه أحيانًا على (لا ) النَّافية للجنس بهمزة استفهام قبلها، ويًلفَت نظر الطلاب إلى أنَّ ذلك لا يؤثِّر على عملها.
مثال: ألا (طالب ) حاضر؟ أعرب ما بين القوسَين.
والإجابة:
اسم (لا ) النَّافية للجنس مبنيٌّ على الفتح؛ لأنَّه مفرد.