احترموا لغة القرآن

يسري سلال 21 ديسمبر 2023 | 4:01 ص Uncategorized 77 مشاهدة

يضطر القضاة دائما في منطوق أحكامهم إلى الاستشهاد بآيات قرآنية تتحدث عن القصاص وعقاب القتل والمفسدين في الأرض وخلافه
ومما يؤسف له أنك لن تجد قاضيا واحدا ربما يقرأ الآيات الواردة بشكل سليم
وإنما تموج قراءاتهم بجميع أنواع الأخطاء

ولدي ملاحظات مهمة جدا حول الظاهرة:
١- هذه الأخطاء (مهما بلغ حجمها ) لا تسيء إلى القرآن والدين.. بقدر ما تسيء إلى القاضي نفسه
لن يضير القرآن (وإن كانت الظاهرة مزعجة جدا حقيقة ) أن يخطئ البعض (خصوصا من غير المتخصصين في العربية ) في تلاوته
والإسلام لا يحرم قراءة القرآن على من تشق عليه القراءة
بل جعل الإسلام لمن يجتهد في القراءة ويخطئ أجرين (فيما أعلم)

٢- رغم أن تلك الظاهرة المؤسفة لا تسيء إلى القرآن.. إلا أنها تبقى مستهجنة إلى أقصى درجة.. وتؤذي المشاعر الدينية لمن يستمع إلى منطوق تلك الأحكام وما تحتويه من آيات

٣- نحن – وإن كنا نعذر القضاة بعدم إلمامهم بقواعد القراءة والتلاوة الصحيحة – إلا أننا نعجب منهم ونتساءل: لماذا لا يمنحون للأمر القليل من الاهتمام.. ببعض التدريب مسبقا على تلاوة تلك الآيات.. أو عبر طلب المساعدة في هذا الشأن من متخصص (ولو بأجر ) حفاظا على هيبة ما يتلونه؟!

4- ندرك أنه من الصعوبة بمكان تأهيل أولئك القضاة لغويا.. خصوصا كبار السن منهم.. لكننا نطالب الجهات المعنية بالمساعدة في حل هذه المشكلة عبر بذل اهتمام أكبر بالأمر..عن طريق فرض قدر كاف من قواعد اللغة العربية في كليات الحقوق.. يضمن تزويدهم ولو بالحد الأدنى من القواعد التي تعفيهم من حرج الوقوع في أخطاء أثناء تلاوة تلك الآيات تحديدا

5- من الحلول التي نوصي وزارة العدل بها لعلاج تلك الظاهرة:
أ- عقد دورات لغوية بسيطة وغير مرهقة للقضاة.. مع تحفيزهم برصد مكافآت مجزية لمن يخوض تلك الدورات بنجاح
ب- تعيين مستشارين لغويين يمكن للقاضي الاستفادة من خدماتهم أون لاين لمساعدته على قراءة ما يتضمنه من آيات قبل جلسة النطق بالحكم
ج- من المعروف أن آيات القصاص والعقاب التي يستشهد بها غالبية القضاة آيات محددة وليست كثيرة العدد في القرآن الكريم
فلماذا لا تقوم الوزارة بتسجيل تلك الآيات تحديدا.. وإرسالها إلى جميع القضاة.. ليتدربوا على إتقان تلاوتها؟؟

أخيرا..
وحماية لتلك النصوص المقدسة.. نقترح على القضاة.. وخصوصا غير المتمكنين منهم بأصول اللغة العربية.. أن يكتفوا بالإشارة إلى موضع الآيات واسم السورة ورقم الآية
على غرار ما يفعلونه من ذكر رقم المادة القانونية دون تلاوة المادة بنصها
غفر الله لنا جميعا