الحمد لله على كل حال

يسري سلال 16 فبراير 2024 | 7:41 ص Uncategorized 80 مشاهدة

1 – إذا جلست إلى مائدة بها عشرات الأصناف .. تعافها نفسي جميعا .. ولا أمد يدي إلا إلى صنف واحد
٢ – مرضت لمدة ١٢ عاما .. ولاقيت من الٱلام والأهوال ما لا يتخيله العقل البشري .. وعندما سافرت إلى فرنسا – وكان الأمل في الشفاء منعدما – إذا بربي العظيم يخلف ظننا .. وإذا بي أذوق طعم الراحة وأكف عن الصراخ
وظللت هكذا لعام كامل .. ثم إذا بالجرح يتٱكل ويتفجر من جديد .. وإذا بالتٱكل يبدأ من أضعف الأماكن وأكثرها حساسية للألم .. لأعود من جديد إلى الصراخ .. وإلى العيش على الحقن المسكنة
ولكنني لم أجزع ولم أناج ربي قائلا: لماذا يا ربي رددت إلي هذا البلاء؟!
وإنما قلت – وأقول .. وسأقول – الحمد لله الذي أنعم علي بالراحة لمدة ١٢ شهرا
كانت كالزاد الذي أتزود به لمواجهة البلاء في الأشهر القادمة (والسنين إن بقيت )
٣ – إذا حرمني الله نعمة .. شكرته لأنه – حين حرمني تلك النعمة – أبقى لي عشرات النعم الخفية
٤ – كلما حزنت لهواني وقلة حيلتي وتقصيري في حق أبنائي (بعدم تأمين مستقبلهم ) تذكرت ما بذلته لخدمة اللغة العربية والنحو لأكثر من ربع قرن من الزمان .. وشعرت ببعض العزاء لأني سأترك لأولادي – وإن لم أترك لهم المال – ميراثا هائلا والحمد لله رب العالمين .. من المواقع والتطبيقات والكتب والبرمجيات لمحبي النحو في كل مكان
وتذكرت القلوب الطيبة المحبة من قرائي ومتابعي .. فحمدت الله على فضله العظيم ونعمه الوافية
وأحست أنني إنما سأموت غنيا لا فقيرا .. لا بالدراهم والدنانير .. وإنما بهذا الحب
٥ – إذا مرضت .. قلت شاكرا ممتنا: الحمد لله الذي ابتلاني وعافى أولادي
٦ – ومع كل ذلك .. نعمة واحدة أفتقدها وتملؤني المرارة والقهر بسببها .. وهي نعمة شفاء أحمد ونور
فاللهم افدهم بي .. وعافهم وابتلني
اللهم إني قد رضيت بأن أحمل عنهم العناء والشقاء والابتلاء
اللهم بحق شكري إياك في كل وقت وحين .. اشفهم وعافهم
اللهم وخذ مني حتى ترضى