سؤال شائع عند جميع طلبة الصَّفِّ الثَّاني الثَّانويِّ والكثير من الزُّملاء المعلِّمِين

يسري سلال 16 فبراير 2024 | 7:40 ص Uncategorized 47 مشاهدة

عندما يطلب واضع الامتحان التَّعجُّب من الفعل (يُصَام ) المبنيِّ للمجهول في جملة (يُصَام شهر رمضان ) .. فإنَّ الإجابة يجب أن تكون: ما أروع أن يُصَام شهر رمضان
أي يجب أن نتعجَّب من الفعل بطريقةٍ غير مباشرةٍ فقط .. وتحديدًا بواسطة (أفعل ) تعجُّب مساعدة + المصدر المؤوَّل من الفعل
وبالتَّالي لن يصحَّ أن تقول: ما أروع صيام شهر رمضان!!
وهنا موطن العجب .. إذ يقول الجميع: وما المانع من استخدام المصدر الصَّريح بدلا من المؤوَّل؟
ويقولون: أليس (أن يُصَام ) = صيام؟؟!!
وفي الحقيقة فإنَّ المصدر المؤوَّل = المصدر الصَّريح بالفعل
بل يتضاعف العجب عندما نطلب من الطَّالب نفسه (في سؤال آخر .,. وسياقٍ آخر ) أن يحوِّل المصدر المؤوَّل إلى صريح في (نفس ) هذه الجملة (ما أروع أن يُصَام شهر رمضان )!!!
ويكاد الطَّالب يُجَنُّ وهو يتساءل: ألم تذكروا لنا أنَّ الوجه الوحيد الصَّائب هو استخدام المصدر المؤوَّل لا الصَّريح؟!! فكيف تطلبون الآن تحويل المصدر المؤوَّل إلى صريح (في نفس الجملة التي نهيتمونا عن استخدام المصدر الصَّريح فيها )؟!!!
والمشكلة أنَّ هناك سياقَين:
– سياقًا نطلب فيه من الطَّالب التَّعجُّب من الفعل المبنيِّ للمجهول (وهذا مشروع )
– وسياقًا آخر (مختلفًا تمامًا ) نطلب فيه تحويل المصدر المؤوَّل إلى صريح (وهذا مشروع أيضًا )
أمَّا فيما يخصُّ السِّياق الأوَّل فسبب إلزامنا باستخدام المصدر المؤوَّل دون الصَّريح .. أنَّنا لو استخدمنا المصدر الصَّريح (صيام ) فإنَّنا لن نعرف في هذه الحالة: هل الفعل الأصليُّ الذي تعجَّبنا منه في الجملة هو (يصوم ) المبنيُّ للمعلوم .. أم (يُصَام ) المبنيُّ للمجهول!!
فإذا قال لك الطَّالب: ولكنَّ استخدام المصدر المؤوَّل هنا يعني أنَّ الفعل ليس مستوفيًا للشُّروط (وبالتَّالي فهو بالتَّأكيد مبنيٌّ للمجهول لا المعلوم ) .. إذ لو كان مبنيًّا للمعلوم (ومستوفيًا بالتَّالي للشُّروط ) لما اُضطُرِرنا لاستخدام المصدر المصدر المؤوَّل .. ولقلنا آنئذ (صيام )
أقول: فلو قال الطَّالب ذلك .. فنبِّهه إلى خطأ مشهور يقع فيه الجميع .. وهو ظنُّهم بالخطأ أنَّ الفعل إذا كان مستوفيًا للشُّروط (وجب ) التَّعجُّب منه مباشرةً .. بينما الصَّواب أنَّ الفعل المستوفي للشُّروط يُتعجَّب منه بطريقة مباشرةٍ أو غير مباشرةٍ .. وأنت بالخيار
انظر ..
لو قالت لك: تعجَّب من الفعل في جملة: كثر الخير في مصر
ففي حين أنَّك ستجيب: ما أكثر الخير في مصر .. ظنًّا منك أنَّ الفعل (كثر ) المستوفي للشُّروط لا يصحُّ التَّعجُب منه إلا بطريقةٍ مباشرةٍ
فإنَّ الحقيقة أنَّه يجوز لك أن تجيب:
1 – ما أكثر الخير في مصر (بتعجُّب مباشر .. والجملة صحيحة بالتَّأكيد )
2 – ما أشدَّ كثرة الخير في مصر (بتعجُّب غير مباشر عن طريق أفعل مساعدة + المصدر الصَّريح .. والجملة صحيحة )
3 – ما أروع أن يكثر الخير في مصر (بتعجُّب غير مباشر عن طريق أفعل مساعدة + المصدر المؤوَّل .. والجملة صحيحة أيضًا )
أمَّا اندهاش الطَّالب من إلزامه باستخدام المصدر المؤوَّل هنا دون سواه .. ثمَّ مطالبته في سؤال آخر بتحويل المصدر المؤوَّل (نفسه ) إلى صريح
فإنَّ هذا سياق آخر كما أوردنا .. ولا تناقُض بين هذا وذاك
إذ يرغب واضع الامتحان في ذلك السِّياق الآخر اختبار مهارة الطَّالب وقدرته على تحويل المصدر المؤوَّل إلى صريح .. وهنا لا يفيدنا من قريب أو بعيد معرفة أنَّ الفعل الذي نتعجَّب منه بطريقة غير مباشرة هنا كان مبنيًّا للمعلوم أم للمجهول
وأتمنَّى أن تكون الفكرة قد وصلت لأبنائنا الطُّلَّاب .. ولمن غابت عنه هذه الحقيقة من الإخوة المعلِّمِين
مع خالص الحبِّ لكم جميعًا