سلسلة (النَّحو .. غرائب وطرائف ) – الحلقة الثَّانية

يسري سلال 03 مايو 2018 | 9:58 م قضايا نحويَّة 3047 مشاهدة

ونستمرُّ في هذه السِّلسلة في استعراض ظواهر غريبة في النَّحو .. وظواهر طريفة .. تمتع العقل:6 –
يُعرَف الاسم المقصور بأنَّه الاسم الذي ينتهي بألف (لازمة ) ، بينما يُعرَف الاسم المنقوص بأنَّه الاسم
الذي ينتهي بياء (لازمة ) . فما معنى (اللزوم ) في الحالتين؟ وهل المعنى واحدٌ في كليهما؟

في الواقع فإنَّ معنى (لزوم ) ألف المقصور، مختلف تمامًا عمَّا يعنيه (لزوم ) ياء المنقوص؛ فـ (لزوم )

ألف الاسم المقصور معناه أنَّ الألف لا تفارقه؛ فلا تُحذَف – كياء الاسم المنقوص – بأيِّ حال، وليس كما

يعتقد الكثيرون، من أنَّ لزومها يعني أنَّها يجب أن تكون أصليَّة؛ فألف الاسم المقصور قد تكون أصليَّةً كـ

(عصا ) ، وقد تكون زائدةً مثل (كبرى ) .
أمَّا (لزوم ) ياء المنقوص، فيعني أنَّها لا بدَّ أن تكون أصليَّة، مع أنَّها قد تُحذَف – على عكس ألف

المقصور – ، وذلك إذا كان الاسم المنقوص نكرةً، مرفوعًا، أو مجرورًا.

إذن:

أ – ألف المقصور لا تُحذَف أبدًا، ولكنَّها قد تكون أصليَّةً، وقد تكون زائدةً.

ب – وياء الاسم المنقوص يمكن أن تُحذَف (بالضَّوابط المذكورة سابقًا ) ، ولكنَّها لا بدَّ أن تكون أصليَّةً.
7 – من تأثيرات الإملاء على الإعراب:

(ملأ ) : لا يمكن إلا أن يكون فعلا ماضيًا مبنيًّا للمعلوم، و (ملئ ) : لا يمكن أن يكون إلا فعلا ماضيًا مبنيًّا للمجهول، و (ملء ) و (مليء ) : لا يمكن أن يكونا إلا اسمَين.

ملاحظة:

أنتَ لا تحتاج للتَّشكيل – كالمعتاد – لكي تدرك الحقائق السَّابقة، وإنَّما الإملاء، وطريقة كتابة الهمزة في هذه الكلمات، كافٍ جدًّا لتقرِّر – دون حاجةٍ إلى التَّشكيل – بأنَّ الفعل الأوَّل مبنيٌّ للمعلوم، وأنَّ الفعل الثَّاني مبنيٌّ للمجهول، وأنَّ الكلمتَين الثَّالثة والرَّابعة اسمان!!

– ومن تأثيرات الإعراب على الإملاء:

(أبناؤنا ) : لا يمكن أن تكون إلا مرفوعةً، و (أبناءنا ) : لا يمكن أن تكون إلا منصوبةً، و (أبنائنا ) : لا يمكن

أن تكون إلا مجرورةً [أيًّا كان السِّياق الذي وردت فيه هذه الكلمات، على هذه الهيئة، وأيًّا كان إعرابها ] .

ملاحظة:

بغضِّ النَّظر عن إعراب هذه الكلمات في المواضع التي قد ترد فيها؛ فأنتَ لا تحتاج إلى أن تكون متفوِّقًا في

النَّحو لتدرك الحقائق البديهيَّة السَّابقة، وإنَّما يكفي أن تكون مُلِمًّا بقواعد الإملاء لتدرك كلَّ ذلك، فإذا قلتَ:

وماذا إذا كنتُ ضعيفًا في النَّحو، وضعيفًا في الإملاء؟! فالإجابة: لا تلومَنَّ – إذن – إلا نفسك!!

8 – الكلمة الوحيدة في اللغة العربيَّة التي يظهر فيها أثر الإعراب على حرفين:
الكلمة الوحيدة في اللغة العربيَّة التي يظهر فيها أثر الإعراب على حرفين هي (امرؤ ) ، التي تُكتَب بضمِّ الرَّاء، وبهمزةٍ على الواو (امرؤ ) ، إذا وردت مرفوعةً: الشَّاعر [امرُؤ ] القيس من أعظم الشُّعراء، وبفتح الرَّاء،

وهمزة على الألف (امرَأ ) إذا وردت منصوبةً: أحبُّ [امرَأ ] القيس، وبكسر الرَّاء، وهمزةٍ على الياء (امرِئ )

، إذا وردت مجرورةً: قرأتُ الكثير من القصائد لـ [امرِئ ] القيس.

9 – هل تعلم بأنَّ الفعل المضارع المبدوء بهمزة، أو نون، لا بدَّ أن يكون فاعله ضميرًا مستترًا؟

– أقوم بواجبي.

– نحترم معلِّمينا.

وأنَّه حتَّى في حالة إظهار الضَّمير المستتر بعد الفعل في هذه الحالة، فإنَّ الضَّمير المنفصل يُعرَب توكيدًا، لا

فاعلا:

– أقوم أنا بواجبي.

– نحترم نحن معلِّمينا.

10 – كيف تصوغ جملةً فريدةً في النَّحو؟

إذا كنتَ تريد صياغة جملة فريدة في النَّحو بكلِّ معنى الكلمة، فاستخدم ما يلي في صياغتها:

اسم إشارة يُستخدَم للمذكَّر والمؤنَّث (هؤلاء ) + فعل مضارع معتلّ الآخر بالواو (بشرط ألا يكون مسبوقًا بأداة نصبٍ، أو جزمٍ ) + أيّ كلمة غير متَّصلة بضمير:

– هؤلاء يدعون الله.

وسبب تفرُّد هذه الجملة، أنَّها قد تكون عائدةً على جمع المذكَّر، وقد تكون عائدةً على جمع المؤنَّث، وبدون سياقٍ يحسم ذلك، لا يمكن الحكم بأيِّ حالٍ من الأحوال، ولا إعراب الفعل في الجملتين:

أ – فلو كانت الجملة عائدةً على جمع المذكَّر، يكون الفعل في هذه الحالة على وزن (يفعون ) ، ويكون مرفوعًا بثبوت النُّون.

ب – ولو كانت الجملة عائدةً على جمع المؤنَّث، يكون الفعل في هذه الحالة على وزن (يفعلن ) ، ويكون مبنيًّا على السُّكون.

ويمكن الاستفادة من هذه الظَّاهرة الطَّريفة في صياغة سؤالٍ مثاليٍّ كالسُّؤال التَّالي:

– هذا يرجو النَّجاح. اجعل العبارة لجمع المذكَّر مرَّة، ولجمع المؤنَّث مرَّة.

وستكون الإجابة واحدةً في الحالتين: هؤلاء يرجون النَّجاح!!

ملاحظة:

يمكنكم – إن شئتُم – قراءة المقال / التَّدوينة .. على مدوَّنتنا الشَّخصيَّة بموقع (نحو دوت كوم ) .. من خلال الرَّابط التَّالي:

https://www.facebook.com/nahw.1com/posts/2035715880016233