سلسلة تصحيح المفاهيم – الحلقة الخامسة

يسري سلال 29 أبريل 2018 | 3:04 ص قضايا نحويَّة 2133 مشاهدة

سلسلة (تصحيح المفاهيم ) للأستاذ/ يسري سلال .. برعاية موقع نحو دوت كوم
الحلقة الخامسة
أتوسَّل إليكم .. لا تقولوا: تمييز مجرور بالإضافة
 
أجمع معلِّمو ومعلِّمات اللغة العربيَّة الكرام، والكتب المدرسيَّة، بل والكتب الخارجيَّة للأسف، على استخدام
هذه العبارة البغيضة: (تمييز مجرور بالإضافة ) في إعراب:
1 – ما بعد الأعداد من 3 إلى 10 .
2 – ما بعد العدد 100 ومضاعفاته.
3 – ما بعد (كم ) الخبريَّة.
 
يقولون ذلك بضميرٍ مستريحٍ، وبيقينٍ كاملٍ من صحَّة ما يتفوَّهون به، دون أن يتوقَّفوا لحظةً أمام الحقيقتين الباهرتين التَّاليتين:
 
أوَّلا: التَّمييز من المنصوبات، وجميع كتب النَّحو على الإطلاق أدرجت التَّمييز في باب (المنصوبات ) ؛
فهو ليس مجرورًا إلا في عُرف المعلِّمين المصريِّين.
 
ثانيًا: ما تقولونه بأنفسكم، وبألسنتكم، هو ما يردُّ عليكم ما تقولونه؛ فأنتم تقولون: مجرور بالإضافة،
دون أن تدركوا أنَّه لا معنى في الدُّنيا لهذه العبارة إلا شيء واحد: أنَّه مجرور؛ لأنَّه وقع مضافًا إليه؛
فإذا كنت تُقِرُّ وتعترف، وبلسانك، وبنصِّ إجابتك، بأنَّه (مجرور بالإضافة ) ، فلماذا لا تنزِّه لسانك عن
هذه الذَّلَّة، وهذا التَّلوثّ؛ فتقول: مضاف إليه مجرور؟!! لماذا تُصِرُّ على أنَّه (تمييز ) ، وفي نفس الوقت
(مجرور ) ؟
 
– فإذا قلتَ: نجح ثلاثة طلاب، وإذا كنتَ تعترف بأنَّ كلمة (طلاب ) مجرورة بالإضافة، أي لوقوعها مضافًا
إليه مجرورًا، فلماذا تعربها (تمييزًا ) .
 
وليجبني العاقلون:
إذا قلت: قرأتُ مائتي كتاب؛ فلماذا حذفت النُّون من العدد (مائتين )؟ وإذا كنتَ ستجيبني بالإجابة الوحيدة المنطقيَّة والمقبولة؛ فقلتَ: حُذِفت النُّون للإضافة، وإذا سألتك: وما معنى (حُذِفت النُّون للإضافة )؟ فإنَّك – بلا شكٍّ – ستجيب: أي أنَّ النُّون قد حُذِفت لوقوع الكلمة مضافًا إليه، وتستمرُّ المحادثة، لأطلب منك إعراب كلمة (طلاب ) ، فأُفاجَأ بك تقول: تمييز مجرور بالإضافة!!!!!!!
 
إنَّني أدرك تمامًا سبب وقوع الجميع في هذا الخطأ المروِّع، وهذا السَّبب يتلخَّص في الخلط ما بين: كون ما بعد العدد يُسَمَّى (تمييز العدد )، وبين إعراب (تمييز العدد ) هذا؛ فإذا كان ما بعد العدد يُسَمَّى دائمًا (كمصطلحٍ نحويٍّ، وليس كإعراب ) تمييز العدد، فإنَّ ما بعد العدد لا يُعرَب تمييزًا إلا بعد الأعداد من 11 إلى 99 فقط، أمَّا ما بعد الأعداد من 3 إلى 10 ، وما بعد العدد 100 ومضاعفاته، فيُعرَب مضافًا إليه مجرورًا، ولا يصحُّ إعرابه (تمييزًا ) (مجرورًا بالإضافة ) ؛ فلا يصحُّ إعراب الاسم (تمييزًا ) و (مضافًا إليه ) في نفس الوقت، والتَّمييز منصوب، وليس مجرورًا.
 
وأمَّا بالنِّسبة لـ (كم ) ، فإنَّ ما بعد (كم ) الاستفهاميَّة يُعرَب تمييزًا منصوبًا، وما بعد (كم ) الخبريَّة إمَّا أن يُعرَب مضافًا إليه مجرورًا، وإمَّا أن يكون جارًّا ومجرورًا. ولا يناقض ذلك كون ما بعد (كم ) في الحالتين يُسَمَّى (تمييز كم ) ؛ فـ (تمييز كم ) يُعرَب تمييزًا إذا كانت (كم ) استفهاميَّة، ويُعرَب مضافًا إليه (أو جارًّا ومجرورًا ) بعد (كم ) الخبريَّة.
ملاحظة:
يمكنكم قراءة المقال / التَّدوينة .. من خلال حسابنا الشَّخصيِّ على موقع (فيس بوك ) .. من خلال الرَابط التَّالي: 

https://www.facebook.com/nahw.1com/posts/2033465206907967