كان الناقصة والتامة وتقسيم البدل .. ما الجدوى؟!

يسري سلال 21 ديسمبر 2023 | 4:04 ص Uncategorized 91 مشاهدة

لا أستطيع أن أعتب على علماء النَّحو الذين اهتمُّوا بقضايا فرعيَّة لا أظنُّها تُسمِن أو أو تُغنِي من جوع .. من عيِّنة (كان ) النَّاقصة والتَّامَّة .. أو تقسيم البدل إلى (مطابق وبعض من كلٍّ واشتمال )
وذلك لسبب بسيط .. أنَّهم أشبعوا (الأساسيَّات ) بحثًا
فلا عليهم – إذن – إن بحثوا (الفرعيَّات ) أو اهتمُّوا بهم
ولن ننسى فضلهم

لكنَّني أجزم بأنَّ مَن قرَّر تلك الموضوعات على أبنائنا بالمرحلة الإعداديَّة والثَّانويَّة هو شخص معوَّق ذهنيًّا!!
وأقصد تحديدًا (كان النَّاقصة والتَّامَّة ) المقرَّر على الصَّفِّ الأوَّل الثَّانويِّ .. و (أنواع البدل ) المقرَّر على الصَّفِّ الثَّالث الإعداديِّ
ما الذي سيجنيه أبناؤنا .. أو ستستفيده اللُّغة العربيَّة .. إن قلنا بأنَّ كلمة (الأمر ) في (سأجتهد مهما كان الأمر ) فاعل لا اسم كان؟
وماذا سيضيرنا لو اعتبرنا (الأمر ) اسم كان وخبرها محذوف تقديره (صعبا )؟!
وماذا علينا إذا كانت (كان ) تامَّة أم ناقصة؟
ما دامت (الأمر ) في جميع الأحوال مرفوعة
أقسم بالله نحن أساتذة في إهدار الطَّاقات .. وإضاعة الوقت .. والانشغال بالتَّوافه
وما الذي سيجنيه العالم إن كانت (رجالها ) في جملة (يجب بناء مصر رجالها وسيِّداتها ) بدل بعض من الكلِّ أم بدل اشتمال؟
أليس المهمُّ أن يعرف الدَّارس أنَّها هنا مجرورة؟
أليس مناط الأمر ومَبدؤه ومُنتهاه تقويم الألسنة؟

لا مانع من تدريس مثل هذه القضايا الفرعيَّة للمتخصِّصِين من طلبة الجامعات والدِّراسات العُليا .. لكنَّ تدريسها لأطفالنا عته وغباء وسوء تصرُّف
علمًا بأنَّ تدريسها لا يفيد الطالب في شيء .. وهي فقط تزيده نُفورًا وكراهيَّة للغته الأمِّ
فلا عجب أنَّ أبناءنا لا يكرهون شيئًا قدر كراهيَّتهم للُّغة العربيَّة
ويتفوَّقون بكلِّ سهولة في العلوم الحديثة واللُّغات الأجنبيَّة .. في الوقت الذي يعتبرون فيه اللُّغة العربيَّة كابوسًا وهمًّا ثقيلا على القلب

وهكذا ..
ستبقى اللُّغة العربيَّة في انتظار شخصيَّة مخلصة ذات تفكير ثوريٍّ يخلِّصها من شقائها
لله الأمر