متعة نحويَّة بلا حدود .. استمتعوا!!

يسري سلال 28 أكتوبر 2018 | 7:25 ص قضايا نحويَّة 4329 مشاهدة

بقلم الأستاذ/ يسري سلال
برعاية موقع (نحو دوت كوم ) – ومبادرة (نَحْوَ نَحْوٍ جَدِيدٍ )
 
(1 ) المصدر الخماسيُّ قد يبدأ بهمزة قطعٍ:
إذا اُستُخدِم كعَلَم [إنتصار طالبة مجتهدة ].
ملاحظة: كتابتها بهمزة القطع غير واجبة، وإنَّما هي جائزة، وهناك مَن منع ذلك، حتَّى في
حالة استخدامها كعَلَم. 
(2 ) كلمة (الاثنين ) قد تبدأ بهمزة قطع:
إذا اُستُخدِمت كعَلَمٍ على أحد أيَّام الأسبوع [سأعود من السَّفر يوم الإثنين ].
 ملاحظة (مكرَّرة ): كتابتها بهمزة القطع غير واجبة، وإنَّما هي جائزة، وهناك مَن منع ذلك،
حتَّى في حالة استخدامها كعَلَم. 
(3 ) كلمة (ابن ) قد تقع بين عَلَمَين، ولا تُحذَف ألفها:
إذا وقعت في أوَّل السَّطر.
 
(4 ) كلمة (ابن ) قد تبدأ بهمزة قطعٍ:
إذا وقعت خبرًا لا نعتًا [خالد إبن أحمد ] لمَن يسأل: مَن خالد؟
 
(5 ) الممنوع من الصَّرف قد يُنَوَّن:
ولكنَّه ليس تنوينًا إعرابيًّا، وإنَّما تنوين بعد حذف ياء الاسم المنقوص الممنوع من
الصَّرف [كم للجهاد من دواعٍ ].
ملاحظة: وقد يُنوَّن الممنوع من الصَّرف أيضًا للضَّرورة الشِّعريَّة، وليستقيم الوزن.
 
(6 ) قد يتَّصل الفعل المضارع بنون التَّوكيد، ولا يُبنَى على الفتح:
إذا اتَّصل الفعل، مع نون التَّوكيد، بضمير رفعٍ، كواو الجماعة المحذوفة في قولنا في
خطاب الجمع: [واللهِ لتجتهدُنَّ ]؛ فالفعل هنا مرفوع بثبوت النُّون.
 
(7 ) قد يُصَاغ اسما الزَّمان والمكان واسم الفاعل من فعلٍ واحدٍ بنفس الهيئة:
كاسم الفاعل والمفعول من الفعل على وزن (افتعل )، وعينه مثل لامه، كـ (احتلَّ )، الذي
هو في الحالتَين (مُحتلّ )، ومن الفعل على وزن (افتعل )، وعينه ألف، كاسم الفاعل
والمفعول من (اختار )، وهو في الحالتَين (مُختار )، ومن الفعل على وزن (انفعل )،
وعينه ألف، كاسم الفاعل والمفعول من (انحاز )، وهو في الحالتَين (مُنحاز ).
 
(8 ) قد يُصَاغ اسم فاعلٍ واحدٍ بنفس الحروف من فعلَين مختلفَين:
كاسم الفاعل من (زار ) و (زأر )، وهو في الحالتَين (زائر ) – وكاسم الفاعل من (سال )
و (سأل )، وهو في الحالتَين (سائل ).
 
(9 ) قد يتساوى اسم الفاعل مع اسمَي الزَّمان والمكان في الصِّياغة:
فإذا افترضنا – لا قدَّر الله – أنَّ إسرائيل قد احتلَّت اليمن (وأنا قصدت استخدام اسمٍ مذكَّرٍ
لتتحقَّق المفارقة المطلوبة )؛ فقلنا: [العدوُّ محتلّ اليمن – اليمن محتلّ إسرائيل ]، ففي
الجملة الأولى كلمة (محتلّ ) اسم فاعل غير ثلاثيٍّ، بينما (محتلّ ) في الجملة الثَّانية اسم
مكانٍ غير ثلاثيٍّ، وهي من أطرف المواضع!!
 
(10 ) قد ترد الجملة الفعليَّة بلا فاعلٍ:
عندما تكفُّ (ما ) الفعل عن طلب الفاعل، وذلك مع (طالما )، و (قلَّما )، و (كثرما ).
 
(11 ) قد ترد الجملة الاسميَّة بلا خبر (حتَّى بدون حذف الخبر ):
وذلك في إعمال المشتقَّات المعتمدة على نفيٍ واستفهامٍ؛ حيث يسدُّ الفاعل، أو نائب الفاعل،
مسدَّ الخبر: [أناجحٌ أخوك؟ ]، فاعل اسم الفاعل سدَّ مسدَّ الخبر – [ما مُكرَّم المهمل ]،
نائب الفاعل سدَّ مسدَّ الخبر.
 
(12 ) قد تتساوى حروف الفعل مع حروف الوزن:
كوزن (تعون ) في قولنا: [أنتم تعون الدَّرس ]؛ فالفعل المضارع (تعون ) على وزن
(تعون )!!
(13 ) قد يستحيل تحديد نوع (كم ):
وذلك إذا انتهى تمييزها بالتَّاء المربوطة، كقولنا: [كم شجرة في الحديقة ]؛ فيستحيل
هنا تحديد نوع (كم )، أو وضع علامة ترقيمٍ في نهاية الجملة، إلا بتشكيل كلمة (شجرة ).
(14 ) قد يستحيل تحديد نوع المنادى، أو إعرابه (إلا بالتَّشكيل ):
ويحدث ذلك في عدَّة حالاتٍ، منها:
أ – إذا كان المنادى اسمًا ممنوعًا من الصَّرف:
– يا تلاميذ، اجتهدوا.
فمن العبث هنا أن تسأل الطَّالب عن نوع المنادى في الجملة، أو إعرابه، وبدون تشكيل المنادى، لا يمكننا – بأيِّ حالٍ من الأحوال – تحديد ما إذا كان المنادى نكرةً غير مقصودةٍ (فيكون عندها منصوبًا ) ، أم نكرة مقصودة (فيكون مبنيًّا على الضَّمِّ ) .
ب – إذا كان المنادى النَّكرة منتهيًا بالتَّاء المربوطة:
– يا طالبة، أدِّي واجبكِ. فالمنادى هنا، في حالة عدم تشكيل كلمة (طالبة ) يُحتمَل أن يكون نكرة مقصودةً مبنيَّةً، ويُحتمَل أن يكون نكرةً غير مقصودة منصوبةً.
 
(15 ) قد يمكن إعراب المنادى، وتحديد علامة إعرابه، مع استحالة تحديد نوعه:
– ففي قولنا: [يا طالبة العلم، اجتهدي ]، نستطيع أن نجزم بأنَّ المنادى منصوب، وأنَّ علامة نصبه الفتحة، ولكنَّنا لا نستطيع، بدون تشكيل، أن نحدِّد ما إذا كان مضافًا، أم شبيهًا بالمضاف.
ملاحظة: لو كان المنادى مضافًا ينبغي أن تكون كلمة (طالبة ) مفتوحةً، بلا تنوينٍ(ويكون إعراب ما بعدها في هذه الحالة مضافًا إليه مجرورًا )، ولو كان المنادى شبيهًا بالمضاف لوجب فتحها وتنوينها (وسيكون إعراب ما بعدها في هذه الحالة مفعولا به لاسم الفاعل العامل قبلها ).
وكذا في حالة قولنا: [يا طالبات العلم، اجتهدن ].
 
(16 ) قد يمكن تحديد نوع المنادى، وإعرابه، ويستحيل تحديد علامة إعرابه:
ففي قولنا: [يا مؤدِّي الواجب، النَّجاح مضمون ]، نستطيع أن نؤكِّد أنَّ المنادى هنا مضاف، ومنصوب، ولكنَّنا لا نستطيع أن نحدِّد علامة النَّصب، التي يُحتمَل أن تكون الفتحة (إذا كان المنادى مفردًا )، ويُحتمَل أن تكون الياء، وحُذِفت النُّون للإضافة (إذا كان المنادى جمع مذكَّرٍ سالمًا )؛ لأنَّ جملة جواب النِّداء وردت عامَّةً، دون أيِّ إشارةٍ تساعد على تحديد نوع المنادى، ومن ثَمَّ إزالة اللَّبس.
 
(17 ) التباس اسم المفعول غير الثُّلاثيِّ، مع المصدر الرُّباعيِّ:
ويحدث ذلك عندما يكون وزن المفعول على وزن (مُفاعَل ) ومؤنَّثًا في نفس الوقت (مُفاعلَة )؛ حيث يلتبس حينها مع المصدر الرُّباعيِّ من الفعل على وزن (فاعَلَ )، وذلك ككلمة (مُطالبَة )، التي يصحُّ استخدامها اسم مفعول مؤنَّثًا، ويصحُّ استخدامها كمصدرٍ رباعيٍّ: [مصر مُطالبَةٌ مُطالبَةً دائمةٌ بالتَّنمية ]؛ فالأولى اسم مفعولٍ غير ثلاثيٍّ، والثَّانية مصدرٌ رباعيٌّ.
(18 ) التباس النَّعت مع الحال:
وذلك عندما تكون الكلمة معرَّفةً بالإضافة؛ ففي قولنا: [جاء الولد جريح الرَّأس ]، فإنَّ كلمة (جريح ) يصحُّ أن تكون نعتًا مرفوعًا، ويصحُّ أن تكون حالا منصوبةً، فما الفرق بين هذا وذاك؟ وكيف نفكُّ الاشتباك بينهما؟
النَّعت صفة ملازمة، والحال صفة طارئة؛ فلو كان المعروف عن هذا الولد أنَّه مصاب منذ فترة؛ فهي نعت، ولو كانت تلك الإصابة طارئة ومفاجئة، وغير معروفة أو متوقَّعة؛ فهي حال، وهذا طبعًا بين الأطراف المتحاورة التي تدرك الوضع، أمَّا في حالة ورود مثل تلك الجملة في امتحانٍ دون سياقٍ واضحٍ وحاسمٍ يحدِّد ما إذا كانت تلك الصِّفة ملازمةً وقديمةً، أم طارئةً؛ فإنَّ السُّؤال يصبح عبثيًّا، اللَّهمَّ إلا إذا ورد السُؤال بصيغة: تحتمل الكلمة الرَّفع والنَّصب. وضِّح ذلك. مثلا.
(19 ) التباس الحال بالنَّائب عن المصدر:
إذا قلنا: [قدم الرَّجل سريعًا ]، فكلمة (سريعًا ) يمكن إعرابها حالا (لو كانت تعود على الولد )، ويمكن إعرابها نائبًا عن المصدر (لو كانت متعلِّقةً بالفعل )، وتنوب عن المصدر هنا لكونها صفةً للمفعول المطلق المحذوف، ويكون أصل الجملة: قدم الرَّجل قدومًا سريعًا.
 
(20 ) التباس الجملة الاسميَّة بالجملة الفعليَّة:
في قولنا: [يقيني يقيني ]، قد تكون هذه جملة اسميَّة، بمعنى: إيماني يحميني، وقد تكون جملةً فعليَّةً، بمعنى: يحميني إيماني!!
 
(21 ) [في المدرسة طلابها – في المدرسة أصدقائي ]. رغم أنَّ المبتدأ في الجملتَين السَّابقتَين معرَّف بالإضافة، والخبر شبه جملة، فإنَ الخبر في الجملة الأولى واجب التَّقديم، بينما هو في الجملة الثَّانية جائز التَّقديم:
هذا من أهمِّ مواضع الإلغاز في درس (أحكام المبتدأ والخبر )، وسبب وجوب التَّقديم في الجملة الأولى أنَّ الضَّمير المتَّصل بالمبتدأ يعود على بعض الخبر، في حين لا يتحقَّق ذلك في الجملة الثَّانية؛ فاستحقَّ المبتدأ في الجملة الأولى (وجوب التَّأخير )، بينما استحقَّ في الثَّانية حكم (جواز التَّأخير )، رغم كون المبتدأ في الحالتَين معرَّفًا بالإضافة، والخبر شبه جملةٍ.
 
(22 ) يمكن القول: جاء زيدٌ وأبي بكرٌ، وجاء زيدٌ وأبي بكرًا، وجاء زيدٌ وأبي بكر، برفع كلمة بكر ونصبها وجرِّها:
رغم كون كلمة (زيد ) وقعت فاعلا، وكلمة (بكر ) وردت بدلا، في جميع الجمل، فإنَّ اختلاف إعراب كلمة (بكر ) في الجمل الثَّلاثة عائد إلى تمايز الواو واختلاف نوعها في هذه الجمل: فالواو في الجملة الأولى واو العطف (وكلمة أبي اسم معطوف مرفوع )، وفي الجملة الثَّانية واو المعيَّة (وكلمة أبي مفعول معه منصوب )، وفي الثَّالثة واو القَسَم (وكلمة أبي مجرورة )!!
 
(23 ) الواو في قولنا: كل جنديِّ وسلاحه، يستحيل أن تكون للمعيَّة، رغم ما يبدو ظاهريًّا عكس ذلك:
رغم ما يبدو ظاهريًّا من كون الواو في الجملة السَّابقة تفيد المعيَّة، فهي لا يمكن أن تفيد المعيَّة لسببٍ بديهيٍّ، وهو أنَّ واو المعيَّة لا بدَّ أن تُسبَق بفعلٍ، ومن ثَمَّ فهي واو العطف، والخبر في الجملة محذوف وجوبًا، وتقديره (متلازمان ).
 
(24 ) الواو في قولنا: جئتُ وأخي، يستحيل أن تكون للعطف، رغم ما يبدو ظاهريًّا عكس ذلك:
رغم ما يبدو ظاهريًّا من كون الواو في الجملة للعطف، وأنَّ المعنى أنَّني جئت، وأنَّ أخي قد جاء أيضًا، فإنَّ هذه الواو لا يمكن أن تكون واو العطف؛ لاستحالة العطف على الضَّمير المتَّصل قبل الفصل بينهما بضميرٍ منفصلٍ، ومن ثَمَّ فالواو هنا للمعيَّة، وإعراب (أخي ): مفعول معه منصوب، والمعنى: جئت وأخي معًا، ولو أردنا إفادة العطف لوجب أن نقول: جئت أنا وأخي.
(25 ) كلمة (نفسه ) قد تُستخدَم كتوكيدٍ معنويٍّ، وقد تُستخدَم كتوكيدٍ لفظيٍّ:
[يصون المؤمن نفسه نفسه عن ارتكاب المعاصي ]. في هذه الجملة يجوز إعراب (نفسه ) الأولى مفعولا به، والثَّانية توكيدًا لفظيًا – ويجوز إعراب الأولى توكيدًا معنويًّا للفاعل قبلها، والثَّانية مفعولا به!!
 
(26 ) كلمة (عينه ) قد تُستخدَم كتوكيدٍ معنويٍّ، وقد تُستخدَم كبدل:
في قولي: [تعجبني الفتاة عينها ] إذا كنت أقصد (نفسها ) فهي توكيد، وإذا كنت أقصد العين التي هي أداة النَّظر فهي بدل بعضٍ من الكلِّ.
(27 ) كلمة (عمرو ) قد ترد منصوبةً، بدون أن تُحذَف الواو:
إذا وُصِفت بكلمة (ابن ) [أقدِّر عمرًا – أقدِّر عمرو بن العاص ].
 
نصيحة (غير جديدة ) لسارقي المنشورات:
اتَّقِ الله في نفسك، وشارك المنشور، عوضًا عن سرقته، ونسبه لنفسك؛ فقد قضيت ساعاتٍ في صياغته.