تأمُّلات نقديَّة .. على شاطئ البلاغة العربيّة!!

يسري سلال 29 ديسمبر 2019 | 2:40 ص قضايا تعليميَّة 2333 مشاهدة

(1 ) التَّشبيه التَّمثيلي:
منذ أيَّامٍ، كنتُ أشرح لمجموعةٍ من الطُّلَّاب التَّشبيه التَّمثيليَّ، وسُقتُ لهم من التَّشبيهات ما يقول بعضهم إنَّه مفصَّل، في حين أنَّه يمكن عدُّه تمثيليًّا أيضًا، وكان من ضمن الأمثلة التي ذكرتُها:
كأنَّ مِشيتها من بيت جارتها …….. مرُّ السَّحابة لا ريثٌ ولا عجلُ
ولكي أوضِّح لهم الصُّورة، قلتُ لهم: تخيَّلوا أنَّ الشَّاعر يرسم لوحتَين (أو مشهدَين سينيمائيَّين ) ليصف مشية زوجته:
– الصُّورة الأولى لها وهي تسير متَّئدةً متدلِّلةً في طريقها إلى بيت جارتها.
– والصُّورة الثَّانية لمرور السَّحابة وحركتها، حركةً متوسِّطةً بين البطء والسُّرعة.
وعندما تضع كلَّ مشهدٍ من المشهدَين في مواجهة الآخر، تدرك ماذا يعني التَّشبيه (التَّمثيليَّ )، ولِمَ سُمِّي بهذا الاسم.

وقبل أن أستطرد، فاجأتني طالبة: حضرتك بتقول إنُّه بيصف مشي الزَّوجة من بيتها إلى بيت جارتها، في حين أنَّ العكس هو الصَّحيح!!

لم أفهم في البداية ما تقصده، ولكنَّها أوضحت: هو يصف مشي زوجته من بيت جارتها إلى بيتها؛ حيث يقول: كأنَّ مشيتها (من ) بيت جارتها، ولم يقل: كأنَّ مشيتها (إلى ) بيت جارتها!!

ضحكت من طرافة حديثها، ومن دقَّة ملاحظتها!!

وأصرَّت تلك الطَّالبة، وكذا زميلاتها، على معرفة الحكمة من وصف الشَّاعر مشيتها (من ) بيت جارتها، لا (إلى ) بيت جارتها!!

كان يمكن أن أتخلَّص من هذا المأزق بأن (أدَّعي ) حكمة الشَّاعر في هذا التَّعبير، وأن (أفتكس ) أيَّ افتكاسةٍ من عيِّنة أنَّ المعتاد أنَّ الزَّوجة تكون سريعة الخطا في الذِّهاب، بينما تكون خطواتها متوسِّطة السُّرعة في الإياب!! أو أيِّ (تلفيقة ) بلاغيَّة أخرى، أو أن أدَّعي أنَّ هذا دليل على كثرة ذهاب الفتاة إلى بيت جارتها، ولكنَّني في الحقيقة أكره هذا الأسلوب؛ فصارحتهم بالحقيقة. فهل تدرون يا سادة (بكلِّ بساطة ) لماذا قال الشَّاعر: (من ) بيت جارتها، ولم يقل: (إلى ) بيت جارتها؟!!

بكلِّ بساطة، وبدون تلفيقٍ وكذبٍ وتحميلٍ للأمور بأكثر ممَّا تحتمل، فإنَّ السَّبب أنَّه لو قال: (إلى ) بيت جارتها لانكسر الوزن!! بسّ خلاص!!

(2 ) الحكمة من مخاطبة الصَّاحبَين:
يدَّعي كهنة البلاغة أنَّ الشَّاعر الجاهليَّ قد أجاد الخطاب عندما قال:
قِفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
وأنَّ مخاطبته للصَّاحبَين لم تحدث عبثًا بلا اتِّفاقٍ، وإنَّما لها ما يبرِّرها، وهو كون الشَّاعر يقصد أن يسير على دأب الشُّعراء الجاهليَّين، الذين حرصوا – في أغلب قصائدهم – على مخاطبة الصَّاحبَين؛ حيث كان كلٌّ منهم يحرص على اصطحاب رفيقَين: أحدهما للسَّمر، والآخر للشَّراب. وهذا – في رأيي – مجرَّد ادّعاءٍ كالعادة؛ فلو أنصفوا لما حاولوا تبرير كلِّ شيءٍ والسَّلام؛ لأنَّ الحقيقة أنَّ الشَّاعر قال: قفا نبكِ، ولم يقل: قفْ نبكِ؛ لسببٍ واحدٍ، وهو أنَّ الوزن – في حالة مخاطبة الواحد – سينكسر، ودعك من الأسرار الحربيَّة التي يسوقها لك البلاغيُّون في مثل هذا المقام!!

ملاحظة:
ومثل ذلك ما يملئون به عقول الطُّلَّاب عن الجمال في قول الشَّاعر:
بلادي هواها في لساني وفي دمي ……. يمجِّدها قلبي ويدعو لها فمي
يقولون:
أ – إضافة (بلاد ) إلى ياء المتكلِّم تدلُ على الفخر والاعتزاز!! فماذا يُفترَض أن يقول الشَّاعر عن البلاد التي يعيش فيها؟ هل يجب أن يقول: بلادك مثلا؟!!
ب – إنَّه يوجد تضادٌّ بين (لساني ) و (دمي )، فأيّ عبثٍ بعد هذا العبث؟!! وما وجه التَّضادِّ بين (القلب ) و (اللِّسان )؟!
ج – وثالثة الأثافي أنَّهم يدَّعون أنَّ الشَّاعر قال: يدعو لها فمي، ولم يقل: يدعو لها لساني؛ لأنَّ هذا يدلُ على الشُّمول!! ههههههه فهل مَن يردِّد هذا الكلام يتمتَّع بكامل قواه العقليَّة؟!! ألا يعلم أنَّه استخدم (فمي ) بدلا من (لساني ) فقط لضرورة الوزن والقافية؟!!

(3 ) التَّورية:
أ – عندما تصطدم البلاغة بالنَّحو:
تقول كتب البلاغة إنَّه توجد تورية في قول الشَّاعر:
ليت أنَّا بالمجاورة اقتسمنا ……. فقلبي جاركم والدَّمع جاري
يقصدون أنَّ لكلمة (جاري ) معنيَين: المعنى القريب غير المقصود، وهو الجار (مفرد جيران )، والمعنى البعيد المقصود (سائل ).

وفي الحقيقة فإنَّ النَّحو يفضح كذب هذا الادِّعاء؛ لأنَّه لو كان معنى (جاري ) (سائل ) كما يدَّعي أساطين البلاغة، لوجب أن تكون (جارٍ )، وأنَّه لا معنى لكلمة (جاري ) بالياء في موضعها، إلا أنَّها عبارة عن كلمة (جار ) مضافةً إلى ياء المتكلِّم.

فإذا دافعوا عن هذا الادِّعاء بما يُعرَف بـ (الجوازات الشِّعريَّة )، وبأنَّ من حقِّ الشَّاعر هنا أن يظهر الياء، كما جعلوا من حقِّه، وممَّا يُجَاز له، صرف ما لا ينصرف، ومنع ما يُصرَف من الصَّرف، وغير ذلك من (الجرائم ) التي أباحوها للشُّعراء، فإنَّ ردِّي عليهم: إذا لم يكن من بدٍّ لـ (بناء ) الشِّعر من (هدم ) النَّحو واللُّغة؛ تحت هذا العنوان البرَّاق (الجوازات الشِّعريَّة ، فإنَّني أرى أن (نبني ) النَّحو واللُّغة، و (ننقض بناء ) الشِّعر من الأساس.

لا أفهم بصراحة، هل على رءوس الشّعراء ريشة لنبيح لهم كلَّ ما لا يجوز لُغويًّا ونحويًّا لغيرهم؟!! وكيف أواجه طلَّابي إذا قلتُ لهم في حصَّة النَّحو إنَّ هذا الاسم ممنوع من الصَّرف، ودبَّجتُ لهم التَّبريرات لمنعه من الصَّرف، ثمَّ أقول لهم في حصَّة النُّصوص والبلاغة: هو هنا مصروف .. فهذه نقرة، وهذه نقرة؟!!

ب – عندما تصطدم البلاغة بالمنطق:
في قول الشَّاعر:
يا عاذلي فيه قل لي ………… إذا بدا كيف أسلو
يمرُّ بي كل يوم ……………… وكلما مرَّ يحلــو
تقول جميع كتب البلاغة إنَّه توجد تورية في كلمة (مرَّ )؛ إذ لها – في نظرهم – معنيان: أحدهما قريب غير مقصود، والآخر بعيدٌ (وهو المقصود )، والمعنيان هما (المرارة ) و (المرور ).

حسنًا ….
المشكلة هنا تكمن في تحديد أيِّ المعنيَين هو القريب غير المقصود، وأيّهما هو البعيد المقصود.

والمتعارف عليه أنَّ المعنى القريب لا بدَّ له من قرينةٍ تدلُّ عليه.

المشكلة أنذَ الإجماع منعقد على أنَّ المعنى القريب غير المقصود هو (مرارة الطَّعم )، والمعنى البعيد المقصود هو (المرور ).

وسؤالي: ما المنطق في هذا التَّحديد بالضَّبط؟! وإذا كانت الدَّليل الذي ارتكنوا إليه هو الجمع بين (مرَّ ) و (يحلو ) بعده؛ ممَّا يمثِّل عندهم القرينة على المعنى القريب المستبعد، فلماذا لا يكون المعنى القريب غير المقصود هو (المرور ) لا (المرارة )؛ ارتكانًا إلى قرينة ورود عبارة (يمرُّ بي كلَّ يومٍ ) في صدر البيت؟!!

(4 ) هل أسئلة البلاغة (علميَّة ) و (ممكنة القياس والتَّقييم )؟
أ – عندما تسأل الطُّلَّاب: ما الأجمل؟ ولماذا؟ فإنَّ هذا السُّؤال أسخف ما رأت عيناي!! وهو سؤال غير علميٍّ بكلِّ المقاييس؛ إذ بينما يبدو ظاهريًّا أنَّك تحاور الطَّالب، فإنَّ الحقيقة أنَّك تصادر على رأيه وعقله، لأنَّك تفترض إجابةً ستعتبر ما سواها غير صحيح: فإمَّا أنَّ العبارة المذكورة في السُّؤال هي الأجمل في رأي واضع السُّؤال (فلو عدَّ الطَّالب الأخرى هي الأجمل فستحرمه من الدَرجة )، وإمَّا العكس (وإذا لم يُجِب كما تهوى فستحرمه الدَّرجة أيضًا )، فأيُّ سخافةٍ تلك؟!!

ب – حتَّى لو حاولت تلافي ذلك؛ فعدَّلتَ السُّؤال إلى: لماذا كان قول كذا أجمل من كذا؟ فإنَّك هنا تصادر على رأيه أيضًا؛ إذ ربَّما هو غير مقتنعٍ بأنَّ مذ ذكرتَ أنتَ هو الأجمل، وربَّما لديه مبرِّرات لذلك، ومن ثمَّ يبقى السُّؤال غير علميٍّ ولا موضوعيٍّ.

والخلاصة أنَّ مسألة (الأجمل ) تلك مسألةٌ نسبيَّةٌ، والأفضل أن تمنحه الدَّرجة في الحالتَين، ما قدَّم مبرِّرًا لما ذهب إليه، لا أن تحدِّد مبدئيًّا إجابةً تراها أنتَ الوحيدة الصَّحيحة.

(5 ) جدليَّة (الإبداع / قيد الوزن والقافية ):
جميع الشُّعراء العرب – بلا استثناءٍ – عندما قرَّروا كتابة الشِّعر؛ قيَّدوا أنفسهم بقيدٍ غليظٍ، وهو قيد الوزن والقافية؛ فهذا هاجسهم الأوَّل ( وعند أغلبهم الأخير أيضًا ): فيسوقون من العبارات والكلمات ما يتَّفق مع الوزن والقافية (وإن كان ضحلا وغثًّا وسطحيًّا ومتكلَّفًا )، ويستبعدون من الألفاظ والعبارات ما كان الأقدر على توصيل المعنى المراد (لمجرَّد أنَّه لا يتَّسق مع الوزن والقافية ).

لذلك، لا تصدِّعونا بمحاولتكم البائسة لإيجاد تبريرٍ لكلِّ ما ينطق به الشَّاعر، ولا تلووا عنق المنطق والحقيقة لتفتئتوا ما لم ينزِّل به سلطانًا، وكفُّوا عن تحميل القصائد ما لا تحتمل، وتوقَّفوا عن لعب دور (النَّاقد الذي هو ملك أكثر من الملك )، والذي يفترض افتراضاتٍ هزليَّة في أقوال الشُّعراء، لم تخطر – حتّى – لكاتبها على بالٍ.

ملاحظة للمزايدِين:
ليس شرطًا طبعًا أن يكون كلُّ كلام الشُّعراء غثًّا وضحلا، وإنَّما يأتي الشَّاعر (أحيانًا ) بألفاظٍ وتعبيراتٍ بديعةٍ في موضعها، (تَصَادَفَ ) أنَّها منسجمة أيضًا مع الوزن والقافية، وعندها تتحقَّق المعادلة الصَّعبة، وهي المعادلة التي نادرًا ما تتحقَّق، وحتَّى لو تحقَّقت فهي نسبيَّة بشكلٍ مطلقٍ؛ إذ ما أراه أنا بديعًا من أقوال الشُّعراء، قد يراه غيري سطحيًّا وتافهًا، والعكس صحيح؛ ممَّا ينقض هذا العلم من الأساس.

(6 ) النَّقل الجامد – والاجتزاء المتعسِّف – بلا عقلٍ:
يتناقل ملايين المعلِّمِين هذا البيت؛ بوصفه يضمُّ مثالا من أشهر أمثلة الأدب العربيِّ على التَّورية:
لا غرو أن حفظت أحاديث الهوى فهي الذَّكيَّة
وجميعهم – بلا استثناءٍ – يقولون لطلَّابهم إنَّ كلمة (الذَّكيَّة ) لها معنيان: الأوَّل قريب غير مقصود وهو (الذَّكاء )، والثَّاني البعيد المقصود هو (جميل الرَّائحة ).

ويهزُّ الطُّلَّاب رءوسهم، ويطرب المستمعون، دون أن يكلِّف أحدهم نفسه بأن يسأل: إذا كان المعنى القريب (الذَّكاء ) منطقيًّا؛ لورود قرينة (حفظ )، فما المنطق بالضَّبط في تحديد المعنى البعيد وهو جميل الرَّائحة؟! وما علاقة (جميل الرَّائحة ) بـ (أحاديث الهوى )؟!!

ولأنَّ لي – بفضل الله – عقلا ناقدًا بطبعه، لم يعتد قبول الأمور على علَّاتها، والموافقة على كلِّ ما يرد بدون بصيرةٍ وتفكُّر؛ فقد رفض عقلي هذا المعنى البعيد، وبحثت عن هذا البيت لفهم السِّياق قبله، حتَّى وصلتُ إلى ما يلي:
شكرا لنسمة أرضكم كم بلَّغت عنِّي تحيَّة
لا غرو أن حفظت أحاديث الهوى فهي الذكيَّة
وهنا تتكشَّف الحقيقة؛ فالمعنى البعيد فعلا هو (جميل الرَّائحة )، وهذا واضحٌ من حديثه في البيت الأوَّل عن (نسمة أرضكم )، فقولي لي بالله عليكم: كيف يستدلُّ الطَّالب (ويقتنع ) ويفهم المعنى البعيد إذا كنتم تجتزئون بيتًا بتلك الطَّريقة الجائرة؟ وما الجدوى من هذا (الحفظ ) بلا فهمٍ؟!!

(7 ) هل دراسة البلاغة شرط لإدراك إعجاز القرآن:
أرى – وقد أكون مخطئًا – أنَّ مسألة ربط البلاغة بفهم القرآن وتذوُّقه، تحمل الكثير من المبالغة؛ فلا أعتقد أنَّ المسلم سيعجز عن فهم القرآن وتدبُّر معانيه ما لم يدرس ما يسمُّونه (علم البلاغة )، أو أنَّه في حاجةٍ – لكي يستوعب معانيه – لأن يدرك أنَّ هذا التَّشبيه مفصَّل أم مجمل أم بليغ، وذلك لعدَّة أسبابٍ:
أ – هل تريدون أن تقنعوني بأنَّ طلبة المرحلة الثَّانويَّة أقدر على تفهُّم القرآن وتذوُّقه من أيِّ طبقةٍ أخرى ممَّن لم يدرس هذه البلاغة، أو أنَّها تغيِّر أيَّ شيءٍ من رؤيتهم وفهمهم للقرآن أصلا؟!! وإذا كان ادِّعاؤكم صحيحًا، فلمَ لا تقرِّرون البلاغة على بقيَّة المراحل التَّعليميَّة؟ ولم لا تدرِّسونها في جميع الكلِّيَّات والمعاهد والمراحل الدِّراسيَّة؟

ب – تحويل القرآن إلى (كتاب بلاغة ) عملٌ – في رأيي – لا يليق؛ وفيه تغوُّلٌ على كتابٍ سماويٍّ عظيمٍ ومتفرِّد؛ فالقرآن أسمى من ذلك؛ وقواعد البلاغة الكثير منها نسبيٌّ أصلا، وهذا ممَّا لا يليق بالقرآن، وهي تشبه محاولة ربط القرآن بفكرة الإعجاز العلميِّ، مع أنَّه أسمى من ذلك بكثيرٍ؛ فالظُّواهر العلميَّة أكثرها نسبيٌّ وغير مطلقٍ أيضًا، ويتغيَّر الكثير منها مع الأيَّام، فهل يصحُّ أن نقيِّد القرآن بظواهر علميَّة تتغيَّر كلَّ يومٍ؛ بادِّعاء أنَّ في ذلك إثباتًا لإعجاز القرآن؟!!

القرآن معجزٌ بمعانيه وبدعوته الإنسانيَّة الفذَّة وبعدالته ورحمته وعظمته.

ألم يدَّعِ المفسِّرون سابقًا (للتَّدليل على الإعجاز العلميِّ في القرآن ) بأنَّ تفسير: “ويعلم ما في الأرحام “، أنّ معرفة جنس الجنين من الغيبيَّات التي اختصَّ الله بها نفسه!! فلمَّا تقدَّم العلم، وصار في إمكان أصغر طبيبٍ أن يعرف جنس الجنين، التفَّ هؤلاء على الأمر بأن قالوا: حتَّى لو الإنسان عرف جنس الجنين، فهو لا يعرف رزقه ولا موعد موته ولا غير ذلك من الغيبيَّات!!

القرآن ليس كتابًا علميًّا، وليس كتابًا بلاغيًّا أيضًا، يفهمه مَن درس البلاغة، ويفهمه مَن لم يسمع بها في حياته، وآباؤنا وأجدادنا فهموه وعايشوه وتذوَّقوه قبل معرفة البلاغة، وبعدها.