في إعراب العَلَم المكوَّن من الاسم، واسم الأب
في إعراب العَلَم المكوَّن من الاسم، واسم الأب
بقلم الأستاذ/ يسري سلال
برعاية موقع نحو دوت كوم – ومبادرة نَحْوَ نَحْوٍ جَدِيدٍ
عندما أقول: نجح محمَّد أحمد، وأنا أقصد بالطَّبع محمَّدًا (ابن ) أحمد، فإنَّنا نواجه إشكاليَّةً
كبرى، سببها أنَّ العَلَم، بهذه الصُّورة، مستحدث؛ فلم ينطق العرب الأوائل اسم الإنسان مع
اسم أبيه إلا وبينهما كلمة (ابن ).
فإذا قلنا: نجح محمَّد بن أحمد، انتفت الإشكاليَّة؛ فـ (محمَّد ) فاعل، و (ابن ) نعت، و (أحمد )
مضاف إليه.
أمَّا في هذا التَّعبير (المستحدث ) فكيف سنعرب العَلَم؟
وفي الحقيقة فإنَّني أسمع للإخوة في إعراب العَلَم الثَّاني إعرابَين يزلزلان كياني!!
الأوَّل: إعراب (أحمد ) نعتًا.
والثَّاني: إعرابه مضافًا إليه.
فلا أرى أشدَّ سخفًا من إعرابه مضافًا إليه، إلا إعرابه نعتًا!!
وقد فكَّرت طويلا في حجَّة هؤلاء النَّاس في هذين الإعرابَين الغريبَين، وتقمَّصتُ شخصيَّاتهم، وحاولت أن أفكِّر بعقولهم؛ لعلَّي أبرِّر لنفسي سبب ذهابهم إلى ما ذهبوا إليه.
فأمَّا عن إعرابه نعتًا، ورغم حيرتي دهرًا في سبب ومبرِّر هذا الإعراب العجيب، ومعاناة
عقلي الذي كاد يُشَلُّ وهو يفكِّر في سبب اعتبار (الأب ) نعتًا لابنه، فإنَّني قرَّرت أن أحسن
الظَّنَّ بهم، فأعتبرهم يقصدون بأنَّه لمَّا كانت (ابن ) المحذوفة نعتًا، فإنَّنا بعد حذفها سنثبت
إعرابها لما بعدها؛ تشبُّهًا ربَّما بالمفعول المطلق الذي إذا حذفناه وأبقينا صفته، نابت الصِّفة
عن المصدر.
وأراحني هذا التَّصوُّر والتَّبرير بعض الشَّيء؛ إذ هذا أهون من أن أتخيَّل، ولو للحظةٍ واحدةٍ،
أنَّهم يقصدون أنَّ (أحمد ) نعت لـ (محمَّد )، وهذا ممَّا لا يحتمله عقلي الصَّغير أو حالتي الصِّحِّيَّة المتدهورة!!
طبعًا لا يعني هذا التَّبرير، الذي لا أعرف حتَّى اللَّحظة ما إذا كان حقيقةً أم مجرَّد وهم، أنَّني
أوافقهم على ما ذهبوا إليه من اعتباره نعتًا؛ فهي عندي ليست نعتًا بأيِّ حالٍ من الأحوال،
ولا بأيِّ مبرِّرٍ من المبرِّرات.
أمَّا اعتبارها مضافًا إليه، وهذا، على بشاعته، أخفُّ وطأةً عندي من اعتباره نعتًا، فإنَّني، وبنفس الطَّريقة، حاولتُ أن أفهم وجهة نظرهم، وأن أفكِّر بطريقتهم؛ لأفهم كيف عدُّوه مضافًا إليه.
ولكي أهوِّن على نفسي أيضًا، ومن باب إحسان الظَّنِّ كذلك، والتماس العذر، قرَّرت أن أغضَّ الطَّرف عن أنَّهم ربَّما يقصدون أنَّ (أحمد ) مضاف إلى (محمَّد )، واستعذتُ بالله من هذا الظَّنِّ السَّيِّء، ومن الشَّيطان الرَّجيم الذي يوسوس لي بذلك!! وقرَّرتُ أن ألتمس لهم مبرِّرًا معقولا؛ فقلتُ في نفسي: ربَّما يقصدون أيضًا أنَّ المضاف هو كلمة (ابن ) المحذوفة.
وارتاحت نفسي لهذا التَّبرير كثيرًا كثيرًا، وإن كنت أرفضه بالطَّبع ولا أستسيغه؛ فمن المستحيل إعرابه مضافًا إليه في ظلِّ حذف المضاف، خصوصًا وأنَّ هذا التَّعبير مستحدثٌ كما أسلفنا؛ فليس له مثيلٌ يُقَاس عليه عند نحاتنا الأوائل؛ لأنَّهم ببساطةٍ لم يعرفوه؛ لذلك فإنَّه من العبث أن تجري عليه ما يجري على العَلَم العربيِّ المعروف منذ القدم.
وأعرف أنَّ الكثيرين يتحرَّجون من التَّفكير خارج نطاق نحونا العربيِّ الأصيل، وأنَّهم يجاهدون، حتى ولو بلوي الأعناق، حتَّى يخضعوا مثل هذه التَّعبيرات للقواعد المتعارف عليها منذ القدم، وهذا محال.
وحتَّى مَن رأوا معاملته معاملة العَلَم المركَّب فإنَّهم قد أخطئوا في رأيي؛ فهذا ليس عَلَمًا مركَّبًا، ولا بديل عن أن نفكِّر خارج السِّرب؛ لنستحدث إعرابًا جديدًا، يناسب غموض هذا التَّعبير المستحدث.
حسنًا .. فإذا لم يكن العَلَم الثَّاني هنا مضافًا إليه، ولا نعتًا، ولا العَلَم عَلَمًا مركَّبًا .. فكيف نعربه إذن؟؟
في الحقيقة، لا أعرف!! فقد عرضت كافَّة تلك الوجوه على عقلي فأبى أن يقتنع بها؛ لعدم منطقيَّتها، ولكنَّني هنا سأطرح (رؤيتي الخاصَّة ) كالعادة، والتي يحقُّ لك أن تقبلها، أو أن ترفضها، ولك أيضًا أن تفيدني برأيك؛ لعلَّك تهديني إلى الصَّواب:
أنا أرى أن نتجاهل في الإعراب العَلَم الثَّاني تمامًا؛ فنعدُّ العَلَمَين شيئًا واحدًا؛ فـ (محمَّد أحمد ) في الحقيقة هو شخص واحد، ولا داعي للسَّفسطة فيما يتعلَّق مثلا بجملة: نجح محمَّد أحمد، وذلك بالسُّؤال: أليس مَن نجح هو (محمَّد ) فقط!!
هذه سفسطة؛ فـ (محمَّد أحمد ) تعني شخصًا واحدًا، وأنت تعرف ذلك، فإذا لم يعجبك ذلك فلتقل: نجح محمَّد!!
فإذا ألحقت اسم الأب باسم ابنه لتعريف الولد أكثر، فليس من حقِّك أن تعترض على إعرابهما كشيءٍ واحدٍ؛ فيكون، في رأيي، إعراب (محمَّد أحمد ) فاعل مرفوع بالضَّمَّة، على العَلَم الأوَّل، بينما يبقى العَلَم الثَّاني ساكنًا، دون حاجةٍ لعدِّه عَلَمًا مركَّبًا؛ لأنَّنا جميعًا نعلم أنَّه ليس عَلَمًا مركَّبًا، ولن يمكننا في جميع الأحوال عدُّه عَلَمًا مركَّبًا؛ حيث سيضطرُّنا ذلك إلى إعراب الجزء الثَّاني من العَلَم مضافًا إليه، وهذا غير جائز؛ فمن المستحيل إضافة (محمَّد ) إلى (أحمد )، ولا حتَّى عدُّه عَلَمًا مبنيًّا؛ فهو غير مبنيٍّ؛ لأنَّ حركة الإعراب ستظهر شئنا أم أبينا على العَلَم الأوّل، وهو غير مركَّب تركيبًا مزجيًّا بالتَّأكيد .. حيث كلٌّ علم منهما مستقلٌّ بذاته، على عكس العلم المركَّب تركيبًا مزجيًّا، والذي تمتزج فيه الكلمتان حتى تصيرا كلمة واحدة، في النُّطق، وفي الكتابة، وفي الإعراب، ثم إنَّ ظهور حركة الإعراب على العَلَم الأوَّل تحول دون عدِّه مركَّبًا تركيبًا مزجيًّا:
تأمَّلوا معي تغيُّر تشكيل آخر العَلَم الأوَّل بتغيُّر موقعه الإعرابيِّ:
– نجح محمَّدُ أحمد.
أمًّا عدم إمكانيَّة، أو ثقل، نطق التَّنوين، في حالة النَّصب، فيمكننا أن نرجعه للتَّعذُّر:
– كافأتُ محمَّدَ أحمد.
ويمكننا كذلك، كالـ (عشرة ) مع العدد (12 ) أن نعتبر العَلَم الثَّاني لا محلَّ له من الإعراب.
إذن .. فإنَّ اقتراحي .. الذي يحتمل الصَّواب والخطأ:
– إمَّا أن نكتفي بإعراب العَلَم الأوَّل، وبظهور حركة الإعراب عليه، وتجاهل العَلَم الثَّاني؛ فنقول في إعراب (محمَّد أحمد ) في المثال السَّابق: فاعل مرفوع، وعلامة الرَّفع الضَّمَّة.
– وإمَّا أن نعطي الإعراب وحركته للعَلَم الأوَّل أيضًا، مع عدِّ العَلَم الثَّاني لا محلَّ له من الإعراب.
أتمنَّى أن تفيدوني برأيكم.
جعلتني إقتراحاتك في حيرة أستاذ و من رأيي ان نعطي الإعراب للعلم الأول أما العلم الثاني يكون لا محل له من الإعراب
قادتني آرائك بعد تحليل ما تنتولت في التدوينة إلى الإقتناع بالأوهام النحوية
نكتفي بإعراب العلم الأول و نتجاهل العلم الثاني لكن هذا الإقتراح يبدو مغلوطا
نقدم الإعراب وحركته للعلم الأول لكن من غير الجائز تجاهل العلم الثاني
طرحك مميز وفريد من نوعه للموضوع استاذ الفضل يعود لك في إفادتنا
ان كانا شيئا واحد محمد احمد فما المانع ان نعرب احمد عطف بيان وبذلك ينتفي الاشكال هذا رأي
إذا كان الاسمان شيئا واحدا
وجملة ف الأصل، فلم لانعربهما بحركات مقدرة على آخر الاسم الثانى ويمنع من ظهورها الحكاية،؟؟؟إذ المعنى
جاء (محمدين أحمد)بضمتين على محمد وفتحة على أحمد
ولكن علامة الرفع الضمة المقدرة على آخر الاسم
وهكذا نفعل خالتى النصب والجر……….
أرى فى هذا المجال أنه يوجد لإعراب هذا العلم -وهو مستحدث جديد لم تعهده اللغة منذ قديم عهدها – وجهان من الإعراب أرجو أن أكون قد وفقت فيهما :
الأول :اعتبارالعلم الأول فقط أى إعرابه حسب موقعه فى الجملة ،فنقول فى : نجح محمد أحمد أن( محمد) هو الفاعل وعليه تظهر حركة الإعراب وهى الضمة أما العلم الثانى فيظل ساكنا لا محل له من الإعراب
والثانى :أن نعرب ( محمد أحمد ) كأنهما اسم واحد ؛لأن محمد أحمد هو شخص” واحد”طبعآ، وبالتالى فيكون إعرابه اسم مبنى على سكون الجزئين فى محل رفع فاعل (فى هذه الجملة )
أرى أنه خطأ لغوي لا نحتاج أصلا أن نعربه لأنه ليس من العربية في شيء.. لا أفهم هل ستشل أفواهنا إن قلنا كلمة صغيرة كـ(ـابن)!
بسم الله
بعد التحية
نعم هو مستحدث
ولا اعرف ماهو استدلال القائلين بإضافته
ولكن…
الآن خطر ببالي اقتراح
وهو نعم نجعل الاسم الثاني مضافًا الى الأول باعتبار أن الإبن من الأب و مِلك الأب فيكون مثلاً محمد احمد يعني محمد الذي هو لأحمد.. محمدُ احمد مثل قميصُ احمد فالابن في المعنى للأب فيكون له و اذا قلنا هذا محمد احمد يعنى محمد الذي هو لأحمد و ليس لعلي مثلاً فيضاف الأب الى الإبن بهذه الطريقة
رأيكم؟؟؟
قال الأستاذ / عبد السلام هارون – – في ” كناشة النوادر ” ( ص 113 ):
( (إضافة الابن إلى الأب): يكاد المعاصرون ينسَون أسلوب العرب في قولهم: محمد بن عبد الله، وأحمد بن يوسف، إلاَّ أثارةً ممَّا يبلغنا عن إخواننا في المغرب، إذ يقولون: محمد بِنْعبد الله، وأحمد بنيوسف. وأسلوب المعاصرين صحيحٌ، إذا اعتبر الأب كأنه لقب من ألقاب الابن، فيجري عليه الحكم النحويُّ الخاص بإضافة الاسم إلى اللقب، حين يقولون: سعيد كُرْزٍ، أو بتعيّن الإتباع على البدليَّة أو عطف البيان، إذا كان الأوَّل مضافًا أو مقرونًا بأَلْ، أو كان الاسمان مُضافين، نحو: عبد الله زين العابدين، أو كان الأوَّل مفردًا والثاني مضافًا أو العكس.
وقد جرى المتنبي على هذه الإجازة والتخريج قديمًا في قوله:
لله ما فعل الصوارمُ والقنا في عمرِو حابِ وضبَّةَ الأغنامِ
أراد: عمرو بن حابس، فحذف (ابن)، وأضاف عمرًا إلى حابس، بعد ترخيمه لغير نداء ) انتهى.