لماذا لا تكفُّ عنِّي أذاك؟!!

يسري سلال 13 نوفمبر 2018 | 9:15 م شخصيٌّ 1847 مشاهدة

لماذا لا تكفُّ عنِّي أذاك؟!!
بقلم الأستاذ/ يسري سلال
برعاية موقع نحو دوت كوم

عندما أدلي بدلوي في قضيَّةٍ عامَّةٍ .. وهذا أمر نادر .. فإنَّ متابعيَّ ينقسمون إلى ثلاث فرق:
الفرقة الأولى: توافقني الرَّأي .. وتمتدحني
والفرقة الثَّانية: تخالفني الرَّأي .. وتنتقدني
والفرقة الثَّالثة: تعتب عليَّ .. وترى أنَّ هذه الأمور خلافيَّة .. وأنَّ البقاء على العهد الذي

قطعته على نفسي .. بعدم الخوض في قضايا عامَّة .. أفضل

هذا الانقسام في الرَّأي لا يزعجني .. وأتوقَّعه .. وأتفهَّمه .. ومستعدٌّ أن أتعايش معه ..

خصوصًا وأنَّ الفرق الثَّلاثة تعبِّر عن رأيها .. ولو كان منتقدًا .. بحبٍّ

ومن ناحيتي ذكرت مرارًا بأنَّ جميع ما أكتبه هنا أكتبه بصفةٍ شخصيَّةٍ .. وأنَّني لا أمتلك

الحقيقة المطلقة .. وأنَّ رأيي قد يجانبه الصَّواب .. وأنَّني لا أحتكر الحقَّ

وحتَّى فيما يتعلَّق بالنَّحو .. فإنَّ جميع ما أطرحه هنا بلا استثناء هو رؤى شخصيَّة خالصة ..

وأنَّني غالبًا لا أستند إلى أيِّ مصدر .. وأطرح القضيَّة من وجهة نظرٍ شخصيَّة .. ولذا فمن

حقِّك بالتَّأكيد أن تختلف معي .. وأن تنبِّهني إلى أخطائي .. وأكَّدت مليون مرَّة أنَّني مجرَّد

تلميذٍ في الخامسة والأربعين .. بل ورجوتُ مَن يحسنون الظَّنَّ بي فيطرحون عليَّ عشرات

الأسئلة يوميًّا .. ألا يفرطوا في ثقتهم .. فالله أعلم بي .. وأنَّني أشفق عليهم .. ولذا يُستحسَن

أن يسألوا غيري

وأمس .. بعد مقالي المعنون بـ (في منع النِّقاب ) .. كانت جميع التَّعليقات مؤيِّدة .. والقليل

منها اختلف مع الجزء الأوَّل من المقال .. ولكن بأدبٍ واحترامٍ وودٍّ .. حتَّى فُوجِئت بتعليقٍ

مسيء ووضيع من شخص أقلُّ ما يُوصَف به أنَّه مريض القلب!!

المحزن أنَّه لم يتوجَّه بتوقيعه الوقح إليَّ .. وإنَّما كان يدخل إلى كلِّ تعليقٍ مؤيِّدٍ فيعلِّق عليه

مسيئًا إلى صاحب التَّعليق .. وإليَّ بالطَّبع

ووجَّه أسوأ تعليقاته إلى أختٍ فاضلةٍ .. أتشرَّف بأنَّها من تلميذاتي .. إذا جاز لي القول ..

فهي في الحقيقة .. وقبل أن تكون تلميذتي .. فهي في حكم ابنتي .. لكونها غير متخصِّصةٍ

.. ومع ذلك فهي شديدة الحبِّ للنَّحو ولتعلُّمه .. ماهرة فيه .. ويجمعني بها احترامٌ بالغٌ

وعميقٌ .. المهمُّ أنَّها منقَّبة أصلا .. ومع ذلك علَّقت بكلِّ احترامٍ بأنَّها منقبَّة منذ 15 عامًا

.. ولا تنعزل عن الدُّنيا .. وأنَّها تختلف مع بعض ما ورد في المقال .. فعلَّق هذا الشَّخص

المذكور بتعليقٍ غريبٍ ومريضٍ .. قال فيه إنَّ (الكاتب ) غير مسلم إلا بالاسم .. ولا يعرف

عن الإسلام شيئًا .. وأنَّ أباه وأمَّه غالبًا لا يعرفان شيئًا عن الإسلام .. وغير ذلك ممَّا

علَّق به من البذاءات وصنوف التَّطاول

وأسقط في يدي .. وبُهِتُّ من كلِّ هذا الهجوم غير المبرَّر .. خصوصًا وأنَّه اكتفى بالسِّباب دون أن يناقش حرفًا ممَّا ورد في المقال .. حتَّى أنَّني شككتُ أنَّني ربَّما قد أسأتُ الفهم .. فعلَّقت على تعليقه بأدبٍ أيضًا سائلا إيَّاه: عن أيِّ كاتبٍ تتحدَّث لأنَّني لم أفهم؟ فردَّ عليَّ بعد ثوانٍ ساخرًا: ألا تفهم اللُّغة العربيَّة؟! أنا أقصدك طبعًا .. أم أنَّّك لا تفهم إلا عبارات النِّفاق؟؟

فتعجَّبت غاية التَّعجُّب من لهجته .. ومن هجومه غير المنطقيِّ .. فالمقال ينتصر للمنقَّبات .. ويصفهنَّ بـ (التَّاج على الرَّأس ) ويحمل بشدَّة على القرار الجائر بمنع النِّقاب .. وهُيِّئ لي أنَّ صاحب هذا التَّعليق لا بدَّ أنَّه مجرَّد شخصٍ (موتور ) [والموتور لمَن لا يعلم هو مَن كان له ثأر ] وتأمَّلت الاسم .. فوجدت أنَّني لا أعرفه .. ولم يسبق لي أن رأيت اسمه من قبل

وفجأة تذكَّرتُ ….
منذ عدَّة شهور .. كنت أناقش قضيَّة نحويَّةً ما .. وفُوجِئت بتعليقٍ سخيف .. أكثر ما يغيظ فيه أنَّك لا تدري بعد قراءته .. أهذا الكلام سباب؟ أم هزار؟ أم تمَّ إدراجه بالخطأ؟ أم ماذا .. حيث كان بعيدًا كلَّ البعد عن مجال المناقشة

وأذكر أنَّني علَّقت مندهشًا أيضًا: ماذا تقصد من كلامك لأنَّني لم أفهم؟ فردَّ ردًّا سمجًا من عيِّنة (ههههههه ما تاخدش في بالك )!!

وهكذا لم أعرف أيضًا سبب هذا التَّعليق .. ولا معناه .. ولا الهدف منه .. وهل هو مقصود أم غير مقصود .. وهل هو شتيمة أم ماذا .. حتَّى هُيِّئ لي وقتها أنَّ هذا الشَّخص غير طبيعيٍّ .. بل لعلَّه مريض عقليًّا!!

أقسم بالله هذه هي الحقيقة .. ولا أقصد الإساءة .. فقد كان ردُّ فعله غير طبيعيٍّ بالمرَّة

ومرَّت الشُّهور لأُفاجَأ بالتَّعليق المذكور أمس .. والذي برق في ذهني فجأة أنَّه لنفس الشَّخص!! فعلا واللهِ .. هو نفسه .. وممَّا عزَّز لديَّ فكرة أنَّه ربَّما كان غير طبيعيٍّ .. أنَّه أمس كلَّما رددتُ عليه ضغط (إعجاب ) أوَّلا .. ثمَّ أتبع الإعجاب بأحطِّ أنواع السِّباب!!!!

واضطُرِرتُ لحذفه من قائمة الأصدقاء .. بل وحظره حظرًا نهائيًّا .. مع حذف تعليقاته طبعًا .. لا لأنَّه سبَّني .. ولكن لأنَّه اعتدى لفظيًّا على ضيوفي من المعلِّقين

لا أعرف هذا الشَّخص .. ولم أطلب إضافته .. ومع احترامي للجميع .. فمن بين 5 آلاف صديق هنا .. وحوالي 2000 صديق على حسابي الآخر .. لم أرسل طلب صداقة إلا لأقلِّ من 10 منهم .. ليس تكبُّرًا .. بالعكس .. فكلُّ مَن أرسل لي طلب صداقةٍ شرَّفني بذلك .. ولكنَّ عدم إرسالي لطلبات صداقة ناتج عن خبرةٍ سيِّئة سابقة متعلِّقة بفيس بوك .. حيث يظلُّ الموقع يطاردك لشهور بصور أصدقاء يطالبك بإضافتهم .. بحجَّة أنَّك (ربَّما تعرفهم ) .. وعندما تضعف أخيرًا فتشكُّ في نفسك وتقول ربَّما أعرفه .. وتضيفه .. تُفاجَأ بأنَّ هذا مجرَّد فخٍّ .. حيث يقوم فيس بوك بحظرك بحجَّة أنَّك تضيف أشخاصًا لا تعرفهم!!!!

ولذلك .. أضحك أحيانًا عندما تصلني رسالة من شخصٍ غريبٍ يريد صداقتي .. ولكنَّه يرسل لي قائلا: ممكن تبعت طلب إضافة لو سمحت؟! فأضحك حتَّى أستلقي ولساني حالي يقول: ما تبعت أنت يا خفيف!!!!

وعودةٌ إلى الموضوع ..
أقول إنَّني لا أعرفه .. ولم أرسل له طلب إضافة .. ولم أقتحم خصوصيَّته وأنشر مقالاتي على صفحته مثلا .. وإنَّما نشرت على صفحتي الشَّخصيَّة .. فإذا كان كلامي لا يعجبه .. وأفكاري تزعجه .. فلمَ لا يكفُّ أذاه عنِّي ويقوم بحذفي؟!!