بعض صنوف الإيذاء التي تحمَّلتها في سبيل الموقع صابرًا

يسري سلال 24 أبريل 2018 | 2:38 ص شخصيٌّ 1391 مشاهدة

بعض صنوف الإيذاء التي تحمَّلتها في سبيل الموقع صابرًا

    في الطريق الذي اخترته لنفسي .. وهو طريق النحو .. والهدف الذي عشت من أجله .. وهو تيسير

النحو على المتعلِّمين .. واجهتني العديد من صنوف الإيذاء .. ورغم أنَّني تاجرت بها مع الله .. فتحمَّلتها

صابرًا .. على اعتبار أنَّ ما عند الله خيرٌ وأبقى .. إلا أنَّني قرَّرت أن أحكي لكم موقفين ممَّا مررت به ..

لا تفاخرًا .. ولا منًّا .. وإنَّما لتذكروني يومًا بدعوةٍ .. أنا أحوج ما أكون إليها:

الموقف الأوَّل:
    منذ حوالي عشرة أيَّام دخلت بالصدفة على صفحة أحد الزملاء .. وصادفتني فيها عدَّة أسئلةٍ أعجبتني .

. فقرَّرت الاستعانة ببعضها في الجزء الثاني من كتاب (أولمبياد النحو العربيّ ) الذي كنت على وشك

إصداره .. ولم أشأ أن أنقل الأسئلة وأمضي .. وإنَّما قمت بتقييم الصفحة (5 نجوم ) .. وكان هذا التقييم

هو التقييم الوحيد للصفحة .. ووضعت تعليقًا مع التقييم أثنيت فيه كثيرًا على الصفحة .. وعلى صاحبها

.. وعلى الأسئلة الموجودة فيها .. واستأذنت أخانا في الاستعانة ببعضها في الجزء الثاني من الكتاب

.. رفعًا لمعنويَّاته من ناحيةٍ .. وليشعر أنَّ جهده لم يضع سدى .. وأنَّ هناك مَن سيستفيد ممَّا يقدِّمه فيكون

ذلك دافعًا له لتقديم المزيد .. وردًّا للفضل إلى أهله من باب الأمانة العلميَّة من ناحيةٍ أخرى.

    وتوقَّعت وصول تنبيهٍ من (فيس بوك ) بردِّ أخينا على التقييم والثناء .. إلا أنَّ انتظاري قد طال بلا

فائدة .. والتمست له العذر .. وقلت ربَّما كان مشغولا .. ودخلت على الصفحة مجدَّدًا لأكتشف أنَّ الصفحة غير موجودة!!
    وسبحان الله .. لا أعرف لماذا ساورني الشك .. وسألت نفسي مرتاعًا: هل يُعقَل أنَّه حظرني من دخول الصفحة؟!!
احتمال موحش ومخيف وغير منطقيٍّ ولا معقول .. ولكنَّني قرَّرت أن أجرِّب.
    فدخلت بحسابٍ آخر .. لتتمثَّل لي المفاجأة صارخةً موجعةً كالألم الخبيث .. لقد ظهرت الصفحة أمامي

.. إذن فهذا الاحتمال المرعب صحيح .. لقد حظرني من دخول الصفحة .. وكان هذا ردَّه على المرور ..

وعلى التقييم الوحيد لصفحته .. وعلى المبالغة في الثناء عليه وعلى عمله .. وعلى الأمانة العلميَّة التي

دفعت صاحبها لردِّ الفضل إلى أهله والاعتراف أمام أعضاء صفحته بأنَّ أسئلته جديدة ومتميِّزة وغير

تقليديَّة وأنَّه سيستعين ببعضها.
    وبعد أن ترنَّحت قليلا، وأُوذِيت كثيرًا، قرَّرت أن أتجاوز تلك الإساءة، وأن أحتسبها عند الله، وأن أستمرَّ في إنجاز الجزء الثاني من كتاب (أولمبياد النحو العربي ) .. لتكتمل الأمانة .. وليكون الكتاب بين أيديكم الآن.

الموقف الثاني:
    منذ فترةٍ قريبةٍ فُوجِئت باتِّصال على هاتفي من رقمٍ سعوديٍّ .. ورغم كلِّ ما فعله المتَّصل معي فلن أذكر اسمه حتَّى لا أسبِّب له حرجًا .. المهمُّ أنَّه اتَّضح أنَّ المتَّصل هو شخص سعوديٌّ يقدّم برنامجًا عن اللغة العربيَّة.
    وفي مكالمته أثنى صاحبنا كثيرًا على موقع (نحو دوت كوم ) .. وعمَّا أقدِّمه من جهودٍ في مجال النحو .. ولأنَّه علم بما يمرُّ به الموقع من أزمةٍ مادِّيَّةٍ طاحنةٍ .. وعجزٍ كاملٍ عن الاستمرار في تمويل أنشطته .. فقد أعلن لي رغبة البرنامج في رعاية الموقع وتمويل أنشطته .. وتنفيذ خطة تطويره شاملةً.
    ليس هذا فقط .. وإنَّما أعلن عن رغبتهم في تسديد بقيَّة قرض البنك الذي استعنت به على إنشاء الموقع وتمويله منذ سنوات .. لكي يعود إليَّ راتبي الذي هو مصدر دخلي الوحيد.
    وظلَّ لحوالي أسبوعين يتَّصل بي عدَّة مرَّاتٍ في اليوم ويسألني عن أشياء متعلِّقة بالموقع وأنشطته .. في مكالمات كانت تستمرُّ لساعاتٍ ممَّا أنهكني صحِّيًّا تمامًا .. وفي النهاية اتَّضح لي أنَّ كلَّ هذه الاتِّصالات ما هي إلا لعبة رخيصة بهدف الحصول على نسخ الجزء الأوَّل من الكتاب مجَّانًا .. وبالفعل .. وبمجرَّد حصوله عليها اختفى تمامًا.
    وهكذا سمح لنفسه بلا وازع من ضميره أن يتلاعب بي .. وأن يستغلَّ حاجة الموقع الملحَّة للتطوير .. لكي يحقِّق هدفه.
    هذا غيضٌ من فيضٍ ممَّا لاقيته – وألاقيه – في سبيل استمراري في المهمَّة التي نذرت حياتي لأجلها .. أمَّا بالنسبة لما جرَّه عليَّ العمل في الموقع من مشاكل وآلامٍ صحِّيَّةٍ فحدِّثْ ولا حرج .. صرت حطام إنسان .. ورغم حالتي الصحِّيَّة التي آلت إلى الحضيض .. ورغم صحَّتي التي ذهبت مع الريح .. إلا أنَّني ما زلت – وحتَّى هذه اللحظة – أعمل لمدَّة 12 ساعة يوميًّا .. في سباقٍ محمومٍ مع الزمن .. لأكمل – قبل رحيلي – الأمانة التي حملتها على عاتقي .. والتي أتمنَّى أن يمهلني القدر لحين إكمالها .. ولكنَّ خطَّة التطوير لا يزال أمامها الكثير .. رغم اتِّصال أخ وأخت بي .. وتبرُّعهما بمبلغ .. فهل من مشمِّر؟

ملاحظة:
يمكنكم قراءة المقال من خلال حسابنا على موقع فيس بوك .. من خلال الرَّابط التَّالي:

https://www.facebook.com/nahw.1com/posts/2006396686281486