مواضع الإلغاز في درس البدل

يسري سلال 22 أكتوبر 2018 | 12:19 ص قضايا نحويَّة 32167 مشاهدة

بشارةٌ عظيمةٌ لكلِّ الرَّغبين في اقتناء موسوعة (الألغاز النَّحويَّة ) بكتبها الخمسة، للأستاذ/ يسري سلال
الإطلاق خلال أسبوعٍ بإذن الله
وبهذه المناسبة، أهديكم جزءًا ولا أروع من كتاب (مَوَاضِع الإلغاز ) – الكتاب الخامس من موسوعة (الألغاز النَّحويَّة ) بعنوان:
مواضع الإلغاز في درس (البدل ) .. للصَّفِّ الثَّالث الإعداديِّ (الفصل الدِّراسيُّ الأوَّل ):

1 – الرَّبط بين البدل وقواعد الإملاء:
يُعَدُّ درس (البدل ) من الموضوعات المثاليَّة التي يمكن الرَّبط بينها وبين قواعد الإملاء،

وخصوصًا قاعدة كتابة الهمزة المتوسِّطة، وأثر الإعراب عليها؛ فيتعلَّم الطَّالب – عبر درس

البدل – أنَّ الهمزة المتوسِّطة تُكتَب على الواو غالبًا إذا كانت الكلمة مرفوعةً، وعلى السَّطر

غالبًا إذا كانت منصوبةً، وعلى الياء غالبًا إذا كانت الكلمة مجرورةً:
مثال: أقدِّر آراء المثقَّفين – أُعجِبتُ بآراء المثقَّفين – أعجبتني آراء المثقَّفين. حوِّل المضاف

إلى بدل في جميع الجمل السَّابقة.
والإجابة بالتَّرتيب: أقدِّر المثقَّفين آراءهم (بدل منصوب ) – أُعجِبتُ بالمثقَّفين آرائهم

(بدل مجرور ) – أعجبني المثقَّفون آراؤهم (بدل مرفوع ) .
مثال (2 ) : أقدِّر مصر رجالها و …… (نساءها – نساؤها – نسائها ) . اختر الإجابة

الصَّحيحة.
وقياسًا على ما سبق، وبما أنَّ كلمة (رجالها ) وقعت بدلا منصوبًا، والاسم المعطوف بعدها

سيكون منصوبًا أيضًا؛ فإنَّ الصَّواب كتابة الهمزة المتوسِّطة على السَّطر (ونساءها ) .

2 – التَّفريق بين البدل، والفاعل، والتَّمييز، والمفعول به (والتَّحويل بينها ) :
مثال: أعجبتني الإسكندريَّة (هواؤها ) – أعجبني في الإسكندريَّة (هواؤها ) – أعجبتني

الإسكندريَّة (هواءً ) – أحبُّ في الإسكندريَّة (هواءها ). أعرب ما بين الأقواس.
من الواضح أنَّ الجملة الثَّالثة مختلفة؛ فالتَّمييز لا يكون إلا نكرةً، أمَّا في بقيَّة الجمل فوردت

الكلمة مضافةً إلى ضميرٍ، وهي لن تُعرَب بدلا إلا إذا أمكن حذفها من الجملة، دون أن يتأثَّر

المعنى، وهو ما لا يتحقَّق إلا في الجملة الأولى، أمَّا في الجملتَين الثانية والرَّابعة فلاحظ

حرف الجرِّ (في ) الذي سبق المبدل منه، والذي ينفي عن الكلمة تمامًا جواز إعرابها

بدلا؛ وهي تُعرَب في الجملة الثَّانية فاعلا، وفي الجملة الرَّابعة مفعولا به.
ملاحظة: بالنِّسبة للتَّحويل:
أ – في الجملة الأولى: يسهل تحويل البدل إلى فاعلٍ، بإضافة حرف الجرِّ (في ) قبل المبدل منه، ويمكن تحويل البدل إلى تمييز، بتجريده من الضَّمير وتنوينه.
ب – وفي الجملة الثَّانية: يمكن تحويل الفاعل إلى بدلٍ، عبر حذف حرف الجرِّ.
ج – وفي الجملة الثَّالثة: يمكن تحويل التَّمييز إلى بدلٍ بإضافة الضَّمير إليه.
د – وفي الجملة الرَّابعة: يمكن تحويل المفعول به إلى بدلٍ، عن طريق حذف حرف الجرِّ أيضًا.

3 – مخالفة المعهود:
من المواضع المثاليَّة لاستخدام استراتيجيَّة (مخالفة المعهود ) من قِبَل واضعي الأسئلة أيضًا درس البدل، وفي هذه الاستراتيجيَّة يعمدون إلى القواعد التي يظنُّها الطَّالب بالخطأ من المسلَّمات؛ فيقومون بهدمها، عبر الإتيان بأمثلة تتوافق ظاهريًّا مع هذه القواعد، ولكنَّها في الحقيقة تناقضها بالكلِّيَّة، ومن أمثلة تلك القواعد التي يتعمَّد واضعو الأسئلة مخالفتها في امتحاناتهم ما يلي:
أ – قاعدة: الاسم بعد اللقب يُعرَب بدلا:
مثال: إنَّ الخليفة (عمر ). أعرب ما بين القوسَين.
الإجابة: خبر (إنَّ ) مرفوع، وليست بدلا.
مثال (2 ) : نعم الشَّاعر (شوقي ). أعرب ما بين القوسَين.
الإجابة: مبتدأ، أو خبر مرفوع، وليست بدلا (المخصوص بالمدح ) .
ب – قاعدة: المعرَّف بـ (أل ) بعد اسم الإشارة يُعرَب بدلا:
مثال: الإخلاص مطلوبٌ، ويعلم هذا (الجميع ). أعرب ما بين القوسَين.
الإجابة: فاعل مرفوع، وليست بدلا (في الجملة تقديمٌ وتأخيرٌ، وأصلها: …. ويعلم الجميع هذا ) .
مثال (2 ) : هذا الكتاب (المفيد ). أعرب ما بين القوسَين.
الإجابة: بما أنَّ اسم الإشارة (هذا ) قد وقع مبتدأ، وكلمة (المفيد ) وقعت نعتًا؛ فلا يمكن إعراب كلمة (الكتاب ) بدلا؛ لأنَّ (الأصول تأتي قبل الفروع ) ، وبما أنَّ (الخبر ) أصل، و (البدل ) فرع؛ باعتباره من التَّوابع؛ فإنَّ الكلمة تُعرَب خبرًا لا بدلا.
ج – قاعدة: بدل البعض من الكلِّ يدلُّ على شيءٍ مادِّيٍّ، وبدل الاشتمال يدلُّ على شيءٍ معنويٍّ:
مثال: أقدِّر مصر رجالها. حدِّد نوع البدل في الجملة.
فرغم أنَّ كلمة (رجال ) تدلُّ على شيءٍ مادِّيٍّ بالطَّبع، إلا أنَّ البدل هنا نوعه: بدل اشتمال؛ لأنَّه لا يصحُّ أن نقول إنَّ المجتمع يتكوَّن من أجزاء، وإنَّ الرِّجال جزءٌ من هذه الأجزاء، وإنَّما الصَّحيح أنَّ المجتمع يشتمل على مكوِّناتٍ، منها الرِّجال؛ ولذلك فهو بدل اشتمالٍ.
د – قاعدة: إذا تكرَّر الاسم، وكان الأوَّل معرفةً، والثَّاني نكرةً، يُعرَب الثَّاني بدلا:
مثال: إنَّ المدرسة مدرسة منتجة. أعرب ما تحته خطٌّ.
والصَّحيح أنَّه يُشترَط لصحَّة هذه القاعدة ألا يكون الاسم المعرَّف مبتدأ (لأنَّ النَّكرة غالبًا في هذه الحالة ستكون هي الخبر ):
– المدرسة مدرسة منتجة.
ولا اسمًا لـ (كان ) (لأنَّ النَّكرة في الغالب ستكون خبرًا لـ [كان ] ):
– كانت المدرسة مدرسة منتجة.
ولا اسمًا لـ (إنَّ ) كما هو موجودٌ في هذه الجملة (لأنَّ النَّكرة في هذه الحالة ستكون غالبًا هي الخبر ) .

4 – الجمع بين قاعدتَين (البدل المجرور بالفتحة؛ لأنَّه ممنوع من الصَّرف ):
مثال: سلَّمتُ على صديقي (أكرم ). أعرب ما بين القوسَين.
يحلو لواضعي الأسئلة أحيانًا اختيار سؤالٍ يقيس إلمام الطَّالب بأكثر من درسٍ في نفس الوقت، وفي المثال المذكور، فإنَّ كلمة (أكرم ) تُعرَب بدلا مجرورًا، وهي في نفس الوقت ممنوعة من الصَّرف؛ لكونها عَلَمًا على وزن الفعل؛ ولذلك فهي مجرورةٌ، وعلامة الجرِّ الفتحة.

5 – المزاوجة بين البدل والأسماء الخمسة:
مثال: (ذو ) الخلق محبوب – (ذا ) الخلق محبوب – إنَّ (ذا ) الخلق محبوب. أعرب ما بين الأقواس.
في الجملة الأولى: كلمة (ذو ) اسم من الأسماء الخمسة بلا شكٍّ، وإعرابها: مبتدأ مرفوع، وعلامة الرَّفع الواو، وإعراب (الخلق ) : مضاف إليه مجرور.
وفي الجملة الثَّانية: لا يمكن أن تكون (ذا ) من الأسماء الخمسة؛ لورودها مكتوبةً بالألف؛ وإنَّما هي اسم إشارةٍ مبنيٌّ في محلِّ رفع مبتدأ، و (الخلق ) بالتَّالي: بدل مرفوع.
أمَّا في الجملة الثَّالثة: فتحتمل كلمة (ذا ) أن تكون اسم إشارةٍ، كما تحتمل أن تكون اسمًا من الأسماء الخمسة، وستُعرَب في الحالتَين: اسم (إنَّ ) مبنيًّا في الحالة الأولى، ومنصوبًا بالألف في الحالة الثَّانية، وإعراب (الخلق ) – في الحالة الأولى – : بدل، وإعرابها – في الحالة الثَّانية – : مضاف إليه مجرور.
مثال (2 ) : إنَّ أبي بكرًا محبوب. أعرب الجملة.
لو كانت كلمة (أبي ) اسمًا من الأسماء الخمسة لنُصِبت بالألف (أبا ) ، ولكنَّها في الجملة ليست من الأسماء الخمسة؛ لإضافتها إلى ياء المتكلِّم، وقد وقعت اسمًا لـ (إنَّ ) منصوبًا، وعلامة النَّصب الفتحة المقدَّرة، وإعراب كلمة (بكرًا ) : بدل منصوب (والمعنى أنَّ والدي – الذي يُسمَّى بكرًا – محبوب ) .

6 – من أطرف الأسئلة على البدل وأكثرها إلغازًا (والسُّؤال أحد أروع الألغاز الواردة بكتاب [أولمبياد النَّحو العربيِّ ] أحد أجزاء الموسوعة ):
صافحتُ ابن عمِّي زيدٍ – صافحتُ ابن عمِّي زيدًا. إذا كانت كلمة (ابن ) قد وقعت مفعولا به في الجملتَين، وكلمة (عمِّي ) قد وقعت مضافًا إليه مجرورًا في الجملتَين، وكلمة (زيد ) قد وقعت بدلا في الجملتَين، فلماذا وردت كلمة (زيد ) مجرورةً في المثال الأوَّل، ومنصوبةً في المثال الثَّاني؟
والإجابة تكمن في علاقتي بـ (زيد ) في الجملتَين:
– ففي الجملة الأولى، (زيد ) هو (عمِّي ) ، وبما أنَّ المبدل منه (كلمة [عمِّي ] ) مجرور؛ فقد ورد البدل مجرورًا أيضًا.
– وفي الجملة الثَّانية، (زيد ) هو (ابن عمِّي ) ، وبما أنَّ المبدل منه (كلمة [ابن ] ) منصوب؛ فقد ورد البدل منصوبًا أيضًا.

7 – جواز الإعراب بدلا، ومضافًا إليه:
مثال: أعطيتُ الكتاب لأخي يوسف. أعرب كلمة (يوسف ) بكلِّ وجهٍ ممكنٍ.
في هذه الجملة يتوقَّف الإعراب على فهم علاقة المتكلِّم بالأطراف الأخرى في الجملة، وعلى مَن هو (يوسف ) بالضَّبط:
– فلو كان يوسف هو اسم أخي؛ تكون كلمة (أخي ) مجرورةً بالكسرة، وإعراب كلمة (يوسف ) : بدل مجرور بالفتحة.
– ولو كان المتكلِّم يقصد أنَّه أعطى الكتاب لشخصٍ هو أخو (يوسف ) ؛ تكون كلمة (أخي ) مجرورةً بالياء؛ لكونها من الأسماء الخمسة، وإعراب كلمة (يوسف ) : مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرِّ الفتحة؛ لأنَّها ممنوعةً من الصَّرف؛ لكونها عَلَمًا أعجميًّا.

8 – التَّمييز بين إعراب (كلّه ) و (بعضه ) :
مثال: قرأتُ الكتاب (كلَّه ) – قرأتُ الكتاب (بعضه ). أعرب ما بين الأقواس.
إعراب (كلَّه ) : توكيد معنويٌّ منصوب.
وإعراب (بعضه ) : بدل بعضٍ من الكلِّ منصوب.
[والهاء في كليهما ضميرٌ مبنيٌّ في محلِّ جرٍّ مضاف إليه ] .

9 – شرط مهمٌّ لإعراب الكلمة بدلا:
مثال: أجبت الامتحان (أسئلته ) سهلة – أجبتُ الامتحان (أسئلته ) السَّهلة. أعرب ما بين القوسَين.
لا يُعرَب البدل بدلا إلا إذا أمكن حذفه من الجملة، وهو ما يتحقَّق في الجملة الثَّانية فقط، أمَّا في الجملة الأولى، فإنَّ إعراب كلمة (أسئلته ) : مبتدأ مرفوع (والجملة الاسميِّة وقعت حالا ).

10 – الاسم بعد اللقب، واللقب بعد الاسم:
– أعطيتُ الكتاب لصديقي (أشرف ) – أعطيتُ الكتاب لأشرف (صديقي ). أعرب ما بين القوسَين.
إذا سبق اللقب الاسم يُعرَب الاسم (غالبًا، وليس دائمًا ) بدلا (كما في الجملة الأولى ) .
وإذا سبق الاسم اللقب يُعرَب اللقب (غالبًا، وليس دائمًا ) نعتًا (كما في الجملة الثَّانية ) .

11 – استخدام قاعدة الاسم بعد اللقب مع غير أسماء الأشخاص:
مثال – وطني (مصر ) رائع. أعرب ما بين القوسَين.
مثال (2 ) : – أنزل الله الهدي في كتابه المعظَّم (القرآن ) الكريم. أعرب ما بين القوسَين.
في الجملة الأولى: (مصر ) هي نفسها (وطني ) ، وهذه هي فلسفة البدل، ويصحُّ أن تحلَّ إحداهما محلَّ الأخرى؛ ولذا تُعرَب الأولى حسب موقعها في الجملة، في حين تُعرَب الثَّانية (كلمة [مصر ] ) بدلا.
وكذا في الجملة الثَّانية: فـ (كتاب الله العظيم ) هو نفسه (القرآن الكريم ) ؛ ومن ثمَّ تُعرَب الثَّانية بدلا أيضًا.

12 – التَّداخل بين البدل وغيره من وجوه الإعراب:
مثال: الفاكهة طعمها حلو – الفاكهة طعمها حلوة – الفاكهة أشجارها رائعة. أعرب الجمل السَّابقة.
في الجملة الأولى: خبر المبتدأ نوعه: جملة اسميَّة، وكلمة (طعمها ) لا يمكن أن تكون بدلا؛ لعدم إمكانيَّة حذفها من الجملة، وإنَّما هي وقعت مبتدأ ثانيًا.
وفي الجملة الثَّانية: لا يمكن أن تكون كلمة (طعمها ) مبتدأ؛ لأنَّه لا يمكن أن يكون المبتدأ مذكَّرًا، وخبره مؤنَّثًا، وإنَّما هي وقعت بدلا (وللتَّدليل على ذلك، فإنَّه يمكن حذفها من الجملة ) ، وخبر المبتدأ نوعه: مفرد.
وفي الجملة الثَّالثة: يجوز في كلمة (أشجارها ) الوجهان: مبتدأ ثانٍ، وبدل، وبالتَّالي فقد يكون الخبر نوعه: مفرد، وقد يكون الخبر نوعه: جملة اسميَّة.

13 – مفارقة: جواز الإعراب بدلا وتوكيدًا في نفس الوقت:
مثال: بكت الفتاة (عينها ). أعرب ما بين القوسَين بكلِّ وجهٍ ممكنٍ.
هذه الظَّاهرة الفريدة، وأقصد بها جواز الإعراب بدلا وتوكيدًا في نفس الوقت، لا تتحقَّق مع كلِّ ألفاظ التَّوكيد، ومن ألفاظ التَّوكيد التي يمكن وقوعها بدلا وتوكيدًا في نفس الوقت كلمة (عين ) :
أ – فإذا اُستُخدِمت بمعنى (نفس ) ، مضافةً إلى ضميرٍ، مع إمكانيَّة حذفها من الجملة تكون توكيدًا.
ب – وإذا اُستُخدِمت بمعنى عضو الأبصار، مضافةً إلى ضميرٍ، مع إمكانيَّة حذفها من الجملة أيضًا؛ فهي بدل بعضٍ من الكلِّ.
ج – وإذا جاز فيها المعنيان، جاز الإعرابان، كهذا المثال.
مثال (2 ) : المؤمن نفسه مطمئنَّة – المؤمن قلبه مطمئنٌّ – المؤمن نفسه مطمئنٌّ – المؤمنة نفسها مطمئنَّة. أعرب الجمل السَّابقة بكلِّ وجهٍ ممكنٍ.
– في المثال الأوَّل: لا يمكن أن تكون كلمة (نفسه ) إلا مبتدأ.
– وفي الجملة الثَّانية: يمكن إعراب كلمة (قلبه ) مبتدأ، ويمكن إعرابها بدل بعضٍ من الكلِّ.
– وفي الجملة الثَّالثة: لا يمكن إعراب كلمة (نفسه ) إلا توكيدًا.
– وفي الجملة الرَّابعة: يجوز إعراب كلمة (نفسها ) توكيدًا، كما يمكن إعرابها بدلا، كما يمكن إعرابها بدلا.

14 – عدم اتِّصال الضَّمير بالكلمة التي ستُعرَب بدل بعضٍ من الكلِّ، أو بدل اشتمالٍ، وإنَّما بكلمةٍ بعدها:
مثال: قرأتُ الكتاب (الفصل ) الأوَّل منه. أعرب ما بين القوسَين.
لا يدرك الكثيرون حقيقة أنَّ اشتراط اتِّصال بدل البعض من الكلِّ وبدل الاشتمال بضميرٍ، ليس مقصورًا على الكلمة التي تُعرَب بدلا نفسها دون سواها، وإنَّما يمكن اتِّصال الضَّمير العائد بكلمةٍ متعلِّقةٍ بها، كما هو الحال في هذه الجملة؛ فإعراب كلمة (الفصل ) : بدل بعضٍ من الكلِّ منصوب.

15 – التَّفريق بين: قرأتُ الجريدة مقالاتها رائعة – وقرأتُ الجريدة مقالاتها الرَّائعة.
– في الجملة الأولى: لا يمكن حذف كلمة (مقالاتها ) ، ومن ثمَّ فهي ليست بدلا، وإنَّما هي وقعت مبتدأ، وما بعدها خبر، والجملة الاسميَّة وقعت في محلِّ نصبٍ حالا.
– وفي الجملة الثَّانية: يتحقَّق الشَّرط، ويمكن حذف كلمة (مقالاتها ) من الجملة، ولذا تُعرَب بدلا، وإعراب كلمة (الرَّائعة ) : نعت منصوب.

16 – الفرق بين (هذا كتابٌ مفيدٌ – هذا الكتاب مفيدٌ – هذا الكتاب المفيد ) :
إعراب الجملة الأولى:
هذا: اسم إشارةٍ مبنيٌّ في محلِّ رفع مبتدأ.
كتابٌ: خبر مرفوع، وعلامة الرَّفع الضَّمَّة.
مفيدٌ: نعتٌ مرفوعٌ، وعلامة الرَّفع الضَّمَّة.
وإعراب الجملة الثَّانية:
هذا: اسم إشارةٍ مبنيٌّ في محلِّ رفع مبتدأ.
الكتابٌ: بدل مرفوع، وعلامة الرَّفع الضَّمَّة.
مفيدٌ: خبر مرفوعٌ، وعلامة الرَّفع الضَّمَّة.
وإعراب الجملة الثَّالثة:
هذا: اسم إشارةٍ مبنيٌّ في محلِّ رفع مبتدأ.
الكتابٌ: خبر مرفوع، وعلامة الرَّفع الضَّمَّة.
المفيدٌ: نعتٌ مرفوعٌ، وعلامة الرَّفع الضَّمَّة.
ملاحظة مهمَّة:
أعربنا كلمة (الكتاب ) في الجملة الثَّالثة خبرًا، ولم نعربها بدلا؛ لأنَّ (الأصول تأتي قبل الفروع ) ، ولو أعربناها بدلا، وأعربنا ما بعدها نعتًا لها، لما كان للمبتدأ خبر، والخبر من (الأصول ) ، و (البدل ) من الفروع؛ لأنَّه مجرَّد (تابعٍ ) يمكن حذفه من الجملة؛ ولذا كان لا بدَّ أن نعربها خبرًا.

17 – الفرق بين: أُصِيب أخي ساعده – أُصِيب أخي فساعده:
الأولى بدل بعضٍ من كلٍّ مرفوع، والثَّانية فعل أمرٍ مبنيٌّ على السُّكون.
[والهاء الأولى وقعت في محلِّ جرٍّ مضافًا إليه، والثَّانية وقعت في محلِّ نصبٍ مفعولا به ) .