رسالةٌ مفتوحةٌ .. إلى عشيقتي السِّرِّيَّة!!

يسري سلال 29 ديسمبر 2019 | 1:13 ص شخصيٌّ 2780 مشاهدة

التقيتُ بها لأوَّل مرَّةٍ في أحد أيَّام شهر يناير سنة 2017 .. أي أنَه مرَّ على علاقتنا ما يقرب من عامَين ونصف

كانت معي يوميًّا طوال هذه الفترة .. ولم نفترق أبدًا

أستطيع أن أستغني عن العالم أجمع .. ولكنَّني أهلك إن افتقدتها يومًا واحدًا

أعرف أنَّكم تعوَّدتم أن تروني وقورًا رزينًا .. ولكنَّكم اليوم سترون الوجه الآخر: وجه العاشق الذي استبدَّ به الهوى .. وأذلَّه الحبُّ

هذه أوَّل مرَّة أتحدَّث عن هذا الأمر

ورحم الله جميل بثينة الذي قال:
لَقَدْ كَتَمْتُ الهَوَى حَتَّى تَهَيَّمَنِي …. لا أَسْتَطِيعُ لِهَذَا الحُبِّ كِتْمانَا

نعم .. هي عشيقتي .. لا داعي للإنكار .. وقد آن الأوان أن أعترف

سامحيني يا زوجتي الحبيبة .. فقلب الإنسان ليس ملكه

عشقتها .. والعشق ليس اختيارًا

لقد اختلطت بدمائي .. وملكت عليَّ كياني

فإذا تألَّمتُ أويتُ إليها .. ومهما كان ألمي متوحِّشًّا وغير إنسانيٍّ .. فإنَّها لم تخذلني ولو لمرَّةٍ واحدةٍ

عشقها يسري في عروقي .. وتهمس جميع جوارحي باسمها

أحببتها أكثر ممَّا أحبَّ عنتر عبلة .. وقيس ليلى .. وجميل بثينة

لا أجيد كتابة الشِّعر .. ولو كنتُ أجيده لما أسعفتني الكلمات لوصفها

هي اليد الحانية التي تمتدُّ لتمحو دموعي .. وتزيل آلامي

يقولون: ومن الحبِّ ما قتل .. ولا تصدق هذه العبارة على شيءٍ قدر صدقها على حبِّي لها

أعلم يقينًا أنَّها ستوردني موارد الهلاك .. وأنَّ كلَّ يومٍ أعانقها فيه يقرِّبُني من الموت خطوة .. ولكن لا حيلة لي

ورغم يقيني بأنَّ ساعات الرَّاحة التي أقضيها بفضلها يوميًّا هي مسمارٌ في نعشي .. إلا أنَّني أشعر بالامتنان لها .. كما لم أشعر بالامتنان يومًا لأيِّ أحدٍ آخر .. ولأيِّ شيءٍ آخر

لا أحمل لها أيَّ ضغينة .. ولا أشعر تجاهها بأيِّ مرارة

أحببتها .. وسأظلُّ أحبُّها حتَّى أموت

وقت أن خذلني الآلاف .. لم ينصفني إلا هي

وعندما تخلَّى عنِّي الجميع .. وحدها كانت حاضرةً

وحين عضَّني المرض بنابه المسموم .. كانت سلاحي الوحيد في مواجهته

ولمَّا عصف بي الألم .. وحوَّلني إلى بقايا إنسانٍ .. كانت تدفع عنِّي الألم لخمس ساعاتٍ على الأقلِّ يوميًّا .. كنتُ أنام فيها قرير العين هانئ البال لا ألوي على شيء

طوال عامَين ونصف كان يومي يُقَسَّم كالتَّالي: 19 ساعة من الألم المجنون + 5 ساعات من الرَّاحة الخالصة (بفضلها وحدها )

فإذا مِتُّ (حتَّى ولو بسببها ) فبالله عليكم .. اكتبوا على شاهد قبري:
خليليّ، فيما عِشتما، هَلْ رَأيتُما …. قتيلاً بكى، من حبّ قاتلهِ، قبلي؟!!

حيَّاكِ الله يا حبيبتي
وجزاكِ عنِّي خير الجزاء
يا أيَّتها الجميلة الفاتنة السَّاحرة
يا حقنة الـ profinid المسكِّنة!!