الكُلَى يا نجيب .. الكُلَى!! عصر الكبار الذي ولَّى!!
الكُلَى يا نجيب .. الكُلَى!! عصر الكبار الذي ولَّى!!
بقلم الأستاذ/ يسري سلال
أقرأ أحيانًا لبعض الصحفيِّين والإعلاميِّين، بل ولبعض الكُتَّاب والأدباء؛ فأشعر بالرِّثاء على حال اللُّغة العربيَّة، التي أعتبر أنَّها عاشت عصرها الذَّهبيَّ في النِّصف الأوَّل من القرن الماضي، على يد مجموعةٍ من الأدباء العظماء، الذين عُنوا بها أعظم عناية.
وقد تربَّيتُ في طفولتي على كتب هؤلاء، العمالقة.
وقد كان من عادة والدي الرَّاحل، أن يكافئني على تفوُّقي الدِّراسيِّ بإشباع شغفي للقراءة؛ فكان يشتري لي الكتب والصُّحف والمجلَّات؛ حتَّى قرأتُ، وأنا لم أتجاوز العاشرة، مئات الكتب والرِّوايات، وحتَّى صرتُ أمتلك، وأنا في هذه السِّنِّ المبكِّرة، أرشيفًا صحفيًّا ضخمًا، أجمع فيه ما يعجبني من مقالات الصُّحف، وسجلا خاصًّا أجمع فيه العبارات التي أتأثَّر بها في جميع الكتب التي أقرأها، وهي العبارات التي كانت تشعُّ جمالا وبلاغة، ممَّا شكَّل وعيي في حياتي التَّالية.
ولا أنسى، من ضمن ما تحفظ ذاكرتي، الموقف البديع التَّالي:
ذهب نجيب محفوظ وكوكبة من الأدباء إلى الأديب العظيم الرَّاحل نجيب الكيلاني، يزورونه في مرضه الذي مات فيه، وكان – رحمه الله – قد أُصِيب بالفشل الكلويِّ على ما أذكر (أعاذني الله وإيَّاكم )، ودخل هؤلاء عليه الغرفة فوجدوه ملفوفًا بالأغطية لا يكاد يبين منه شيء.
فسلَّموا وجلسوا، ثمَّ قال نجيب محفوظ بودٍّ: ما أخبار الكِلَى (بكسر الكاف ) يا عمّ نجيب؟ فأطلَّ نجيب الكيلاني برأسه من تحت الأغطية منزعجًا وهو يقول: الكُلَى يا نجيب .. الكُلَى!!
رحمهم الله جميعًا، ورحم الله العربيَّة من المتغوِّلِن عليها، والمسيئِين إليها.
للأسف أستاذ يسري اللغة العربية تتحسر في وقتنا الحالي
طرح مميز و معبر عن واقع اللغة العربية تسلم اناملك استاذ
هذه المقالة تروي أقل ما يقال عنه تنكيل باللغة العربية في وقتنا الحاضر
قصة طريفة تعبر عن أخف ما يفعل به البعض حاليا في حق اللغة العربية
في حاضرنا يتم التنكيل باللغة العربية فهي تستغيث
في القديم كانت ارحم من الحاضر
تدوينة رائعة تحمل في طياتها الكثير مما تعانيه اللغة العربية