لم أنسَ .. ولن أنسى .. الظُّلم ظلمات!!

في صيف سنة 1991 وأثناء امتحان مادَّة الفلسفة الإسلاميَّة (وكانت أصعب مادَّةٍ حينئذٍ ) وبينما أنا منهمك في الكتابة لا أكاد أشعر بما حولي (وكنت الأوَّل على دفعتي بالجامعة .. وممَّن لا يتركون سطرًا فارغًا في كرَّاسة الإجابة ) .. فُوجِئت بملاحظ اللَّجنة يجذب ورقة الإجابة بقسوةٍ من أمامي (ولم يكن الوقت قد جاوز منتصفه )
شعرتُ بالفزع ونظرتُ إليه وكلِّي دهشة متسائلا: فيه إيه؟!
فقال لي وهو يشير بأصبعه خارج اللَّجنة قائلا بقسوة: اتفضَّل برَّه!!
شعرتُ كأنَّني أحلم .. أو أنَّ هذا كابوس بشع .. وسألته: ليه؟
فقال لي: لو ما طلعتش من سُكات هعمل لك محضر غشّ!!
ولم أجرؤ على الرَّدِّ .. وخرجت من اللَّجنة صاغرًا مكسورًا
وبسبب هذا العُتُلِّ حصلتُ في هذه المادَّة على تقدير مقبول (وكانت أغلب تقديراتي امتياز )
وحتَّى اليوم لا أعرف لماذا فعل هذا الرَّجل ذلك
ولكنَّني أعرف أنَّ بعض النَّاس يظنُّون أنفسهم أنصاف آلهةٍ والعياذُ بالله!!

مرَّ 32 عامًا على هذا الموقف .. وما زلتُ أشعر بنفس الغُصَّة كلَّما تذكَّرته
لم أنسَ .. ولن أنسى
الظُّلم ظلمات